شكك المبعوث الصيني للشؤون السورية الصيني شيه شياو يان في نية الولايات المتحدة بتحرير مدينة الرقة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، معتبراً الهدف من المعارك هو "إضعاف التنظيم بالدرجة الأولى".
وقال يان في تصريح لوكالة (شينخوا) يوم الجمعة، ان"القتال الدائر لاستعادة حلب والرقة معقد للغاية نظرا لتباين الأطراف المنخرطة فيه حيث يقاتل الأكراد في الرقة والجيش النظامي في حلب".
وتوقع المبعوث الصيني شيه شياو يان بأن "المعارك الدائرة في المدينتين قد لا تنتهى بين ليلة وضحاها في ضوء وجود عوامل داخلية وخارجية معقدة، أهمها تعدد الجبهات، حيث يحظى الأكراد بدعم واشنطن، فيما يحظى الجيش النظامي بدعم موسكو".
وأوضح الديبلوماسي الصيني ان "انخراط قوى مختلفة في الأزمة السورية وسعي كل منها إلى تحقيق مصالحه الخاصة"، يجعل الحسم في الرقة وحلب متعذرا للغاية في الفترة المنظورة على الأقل.
وتقود واشنطن تحالفاً دوليا يضم حوالي 60 دولة، ويشن هجمات جوية على مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق من 2014، فيما تقدم روسيا دعماً عسكرياً للجيش النظامي، بضربات جوية مؤكدة استهدفها مواقع التنظيمات الارهابية فقط، وذلك منذ ايلول 2015.
ويرى شياو يان أن دعم الولايات المتحدة للأكراد لاسترداد الرقة من "داعش" يهدف في الأساس إلى إضعاف نفوذ التنظيم والحد من سطوته، متسائلاً: هل لدى الولايات المتحدة القادرة على تحرير الرقة نية حقيقية في دحر "داعش" والقضاء عليه؟
وكانت قوات "سوريا الديمقراطية" أطلقت مطلع تشرين الثاني الحالي، معركة لتحرير مدينة الرقة من تنظيم "داعش" بعنوان "غضب الفرات"، وذلك بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وجدد المبعوث الصيني التأكيد على ان بلاده "كانت في طليعة الدول التي دعت إلى حل الأزمة السورية بالسبل السياسية وبذلت قصارى جهدها في هذه الاتجاه، وطرحت مبادرة خاصة للتسوية في هذا البلد تعكس الحكمة الصينية، مشيرا الى تمسك بكين بدور بناء يدفع بجهود التسوية السورية قدما، والعمل مع المجتمع الدولي على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يستند إلى الحوار الشامل بين جميع الأطراف المعنية".
وكان المبعوث الصيني الى سوريا شي شياو يان, دعا يوم الجمعة الماضي, كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى التخلي عن طموحاتهما الجيوسياسية في سوريا، من أجل تسوية الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
ودعت الصين مرات عدة إلى حل سياسي للأزمة التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار عام 2011. كما استضافت, في أوقات سابقة, شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية, وأرسلت مبعوثين الى دمشق, في مسعى منها لتعزيز التسوية السياسية.
سيريانيوز