100 وش .. دراما مصرية تبشر بكوميديا .. بعيدة عن التهريج ..

فيما عدا مسلسلات الزعيم عادل امام خلال مواسم رمضان الماضية ، اعتمدت معظم الكوميديا في المسلاسلات العربية في هذا الموسم وفي المواسم الماضية على ما يمكن ان نسميه "بالتهريج" سواءا بحركات الجسد او بنسج الحوار القائم بين الشخصيات .. للترفيه عن المشاهد ..

بمعنى اخر معظم المسلسلات الكوميدية العربية مشغولة بطريقة يقول فيها العمل للمشاهد "انا اقوم باضحاكك" فاضحك .. ويتم متابعة المسلسل وعقد الشراكة بين الطرفين على هذا الاساس .. منتج يريد ان يضحك الناس والناس يتابعون مسلسل يريدون الضحك من خلال مشاهدته ..  بغض النظر عن تقييم المحتوى الدرامي للعمل ..

مسلسل 100 وش بطولة نيللي كريم وآسر ياسين ، هذا الموسم  يعزز مفهوما اخر للكوميديا في الانتاج التلفزيوني العربي ..

لن اقول بانه جديد كليا ، فقد شهد الانتاج التلفزيوني في مواسم ماضية مسلسلات تبتعد عن التهريج فيها قصة وحبكة جيدة مشوقة لكنها لا تعتمد على "الجدية" في كثير من المشاهد وتخرج عن السياق "التراجيدي" وتنتقل بالمشاهد الى مواقف كوميدية غير متوقعة ولكنها تبقي المسلسل في اطاره الدرامي وتبقي على الصراع والتناقضات وصولا الى النهاية غير المتوقعة التي ينتظر المتابع بشوق التعرف عليها.

وذكرت بان مسلسلات الزعيم في كثير منها تعتمد هذا النهج كون عادل امام هو ممثل كوميدي بامتياز يجب ان يتم الاستفادة من موهبته وخبرته وحضوره الجماهيري الواسع في هذا الاطار في خدمة العمل الدرامي.

"100 وش" يلعب في هذا الموسم الرمضاني دورا مشابها، ولكن بدون وجود نجوم الكوميديا فيه ، فالمسلسل يعتمد على قصة مشوقة وشخصيات مركبة تدخل في صراع موزع على مستويات متعددة مثل اي عمل تراجيدي اخر ولكن يقدم سياق الاحداث واداء الممثلين المميز، شيء اضافي يتمثل في المواقف الكوميدية التي تخدم الحبكة والسياق الدرامي ولا تظهر انها شاذة او خارجة عنها ..

قصة المسلسل تشبه قصة فيلم  اوشن 11 ، باجتماع عدد من الخارجين عن القانون لتنفيذ عملية سطو كبيرة توزع عوائدها على الفريق الذي يختص كل واحد منه بخبرات معينة تكمل عمل الفريق ..

ونجح الفريق في الحلقات العشرة الاولى في الاستحواذ على 20 مليون جنيه مصري من ورثة رجل غني مريض توفي اثناء تنفيذ العملية المعقدة التي نسجت تفاصيلها في اطار كوميدي خفيف يوفر من المتعة والترفيه اكثر ما يوفر مما يمكن ان نسميه "الضحك الرخيص"..

لن اقول بان المسلسل كامل وانه نجح تماما في تقديم نوع جديد من الدراما في التلفزيون العربي ، فلا شك بان هناك الكثير من السلبيات الظاهرة التي تفرضها عدد الحلقات الطويلة نسبيا وندرة الاعمال التي يمكن الاستفادة منها لتطوير التجربة في هذا المجال ..

ولكن يمكن ان نقول بانها بداية مبشرة في اعمال تخرجنا من التهريج والضحك الرخيص والكوميديا التي تعتمد على المشاهد الانية المتتالية بعيدا عن حبكة جيدة مشوقة تشد المشاهد ..

بداية نأمل ان تستمر في الدراما العربية وتتطور وتنتج مزيدا من الاعمال التي تصب في خانة الترفيه البعيد عن الابتزال ..

ملح