مراجعة في كتاب
هل تخلط جريمة حصلت في ذاك البيت الدافئ كل الاوراق وتغير مصير الغرباء الذي اجتمعوا بالصدفة فيه ؟
دخلت الى المنزل وراودها احساس غريب احست ان شخصا كان هنا .. .. رأت باب غرفة الجلوس مفتوحا ورأت ان هناك كرسيا مرميا على الحائط .. تسمرت في مكانها .. وعرفت بان هناك خطب ما ..
هذا المشهد يشكل ذروة الحبكة في رواية 44 شارع تشارلز للاميركية دانيال ستيل ، الكاتبة التي تجسد نموذج الرواية المكتوبة بالاسلوب البسيط المباشر دون تعقيد وفق قالب الرواية المعروف والتي حققت من خلاله نجاحا اسطوريا قلما حققه كاتب مثلها.
ورواية 44 شارع تشارلز تدور حول "فرنشيسكا" الفتاة الثلاثينية التي تجد نفسها امام تحد الحفاظ على متجرها للوحات الفنية المهنة التي تحب وبيت قديم اشترته ورممته مع صديقها "تود" في سياق ازمة مادية حادة تهدد بخسارة كلا العقارين.
تضطر فرانشيسكا الى تأجير ثلاث غرف من بيتها الكبير بعد ان يتركها "تود" لكي تحافظ على قدرتها على دفع اقساطه وتتفرغ لادارة متجرها، ولكن العيش مع اشخاص اخرين لكل منهم قصته ومشاكله يغير حياتها بشكل جذري وتجد نفسها في وسط دوائر جديدة تتقاطع في وسط بيتها وتصبح جزءا من حياتها هي.
هذه الرواية ومعظم روايات دانيال ستيل هي رواية صالحة لقراءة هادئة تدعو للمتعة والاسترخاء ولا تخلو من التشويق الذي لا يصل الى درجة الاثارة ، فمن السهل رغم القراءة الممتعة ان تضع الكتاب جانبا لكي تكمله في وقت لاحق ، وعندما تعود اليه يكون لديك الفضول والرغبة في معرفة باقي تفاصيل الحكاية.
نجحت ستيل في كتابة 150 رواية تقريبا منذ العام 1972 بمعدل ثلاث روايات في العام الواحد ومعظم رواياتها تأتي على لائحة نيويورك تايم للكتب الاكثر مبيعا ، وهذا ليس كلام نظري فقط باعت الكاتبة الاميركية الى اليوم حوالي 800 مليون نسخة من كتبها خلال الخمسون عام الماضية.
سبب نجاح ستيل هو التركيز قضايا الاسرة والعلاقات الانسانية ، امور تقع في اهتمام كل الناس من كافة الشرائح وربما هذا ما يفسر انتشار رواياتها الواسع.
رواية 44 شارع تشارلز كنموذج عن كتابات ستيل تبرهن ان النجاح الباهر في كثير من الاحيان يكون في البساطة ، فالابداع لا يرتكز في كثير دائما على التعقيد وعلى الخروج عن المألوف ..
وراء ابواب المنزل في شارع تشارلز جرت تفاصيل كثيرة مثيرة رسمت مستقبل شخصيات التقت مصادفة وافترقت بقرار ، خيارات قد تكون صعبة ولكن ربما لاتكون حزينة .. او ربما تكون .. لا ندري ..
ستجدون الجواب في الفصل الاخير في الرواية .. قراءة ممتعة ..
نضال معلوف.