ندعو أنقرة لحوار أكثر صراحة حول سوريا
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, يوم الثلاثاء, عن قلقه من "تباطؤ" المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف.
وابدى لافروف, خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذربيجاني إيلمار ماميدياروف في باكو, "القلق من تقاعس دي ميستورا في الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالدعوة إلى إجراء جولة من المفاوضات السورية، وما يطلقه من تصريحات عن ضرورة توصل روسيا والولايات المتحدة إلى كيفية إدارة الشؤون المتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا، إذ يلوح بأن الأمم المتحدة وأمانتها لن تجريا جولة جديدة من المشاورات إلا بعد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق",واصفا الموقف بانه "غير صائب".
وأكد الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، يوم أمس الاثنين، على الحل السياسي في سوريا فقط، لافتاً إلى أنه لم يتحدد حتى الآن موعداً لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات جنيف. مشيرا الى أن هناك مشاورات في الأمم المتحدة بين أعضاء مجلس الأمن وأعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية من أجل استئناف الحوار, وذلك بعد أن أعلن في حزيران الماضي أن المفاوضات بين النظام والمعارضة ستستأنف في شهر تموز الجاري.
وانتهت في نيسان الماضي الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، التي استمرت لحوالي 14 يوماً، وشهدت انسحاب وفد الهيئة المعارضة التفاوضي، وانتهت بإصدار دي ميستورا لوثيقة تقول إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان "قواسم مشتركة" بما في ذلك الرأي بأن "الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين".
من جهة أخرى عبر لافروف عن أمله في أن يتميز الحوار مع أنقرة حول تسوية الأزمة السورية بصراحة أكثر، بفضل تطبيع العلاقات الروسية-التركية.
وأضاف الوزير أن من شأن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة التأثير بشكل إيجابي على الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط. , على الرغم من أن مواقف روسيا وتركيا غير متطابقة على الإطلاق فيما يخص هذه الأزمة".
وتعليقا على اجتماعه الأخير بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو في شوتشي في أواخر الشهر الماضي، قال لافروف إن الحوار خلال اللقاء حمل طابعا صريحا، وهو "ما يبعث على الأمل" في تقليص عدد "المواربات" لدى التعامل مع الشركاء الأتراك، مضيفا "أننا سنحاول العمل بصورة أكثر صراحة للتوصل إلى اتفاقات بشأن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لدعم سوريا".
وكان تشاووش أوغلو قال, في وقت سابق, ان بلاده ستعمل على اعادة تقريب المواقف والآراء مع روسيا حول عملية التسوية السياسية في سوريا, وذلك بعد توصل موسكو وانقرة لاتفاق يقضي بتطبيع العلاقات الثنائية.
واتفقت موسكو وانقرة على تطبيع العلاقات الثنائية, بعد تلقي بوتين تلقى رسالة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتذر فيها عن مقتل الطيار الروسي قائد قاذفة سو-24 التي أسقطها سلاح الجو التركي في أجواء سوريا منذ شهر تشرين الثاني الماضي.
وتتباين مواقف روسيا وتركيا بشأن الأزمة السورية، ففي وقت تقدم فيه روسيا الدعم للنظام والرئيس بشار الأسد، تقوم تركيا بدعم وتمويل فصائل معارضة مسلحة، فضلاً عن اتهامات روسيا لتركيا بفتح أراضيها لعبور "الإرهابيين" للداخل السوري، والتعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبر شراء النفط منه.