دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, يوم الأربعاء, المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا الى استئناف مفاوضات جنيف حول سوريا مع كافة الأطراف الراغبة في المشاركة, فيما أشار الى ان بلاده ستستأنف التعاون مع تركيا حول تسوية الأزمة السورية.
وأعرب لافروف, خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان ماري ايرولت في باريس , عن امل بلاده "في عدم انجرار دي ميستورا وراء المواقف غير البناءة او لمزاج أحد الفصائل المشاركة في المحادثات السورية، بل يستأنف اللقاءات مع أولئك الذين يستعدون للتوجه إلى جنيف والمشاركة في الحوار بلا تباطؤ".
وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الشهر الجاري, أن المفاوضات بين النظام والمعارضة ستستأنف في شهر تموز المقبل.
وكانت وزارة الخارجية الروسية شددت, يوم الثلاثاء, على ضرورة إشراك كافة الطوائف والمجموعات الإثنية السورية في محادثات جنيف , قبيل ساعات من لقاء عقد بين نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف, ورمزي رمزي نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا, حيث تم بحث موضوع استئناف الحوار الداخلي السوري.
واتهم لافروف هيئة التفاوض المعارضة باتخاذ موقفا "غير بناء على الإطلاق" في حوار جنيف.
واوضح لافروف ان "فصائل المعارضة التي تعمل معها روسيا قد قدمت اقتراحاتها بشأن الإصلاحات السياسية المستقبلية في سوريا, لكن الهيئة العليا للمفاوضات لم تقدم أي اقتراحات بل ترفض الجلوس إلى طاولة التفاوض مع الأطراف السورية الأخرى، وتتحدث فقط عن ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد، على الرغم من أن استقالة الأسد غير مذكورة في أي من الوثائق الدولية حول التسوية السورية".
وتسعى الأمم المتحدة لعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف, بعدما توقفت إثر انسحاب وفد المعارضة احتجاجا على الوضع الأمني والإنساني, رغم حدوث خلافات في جولات جنيف السابقة حول مصير الرئيس بشار الأسد والانتقال السياسي في البلاد.
وانتهت في 24 نيسان الماضي الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، التي استمرت لحوالي 14 يوماً، وشهدت انسحاب وفد الهيئة المعارضة التفاوضي، وانتهت بإصدار دي ميستورا لوثيقة تقول أن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان "قواسم مشتركة" بما في ذلك الرأي بأن "الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين".
من جهة اخرى, بين لافروف ان " العديد من الأمور يتعلق بالموقف التركي، وتتضمن قرارات الأمم المتحدة دعوة موجهة إلى جميع الدول إلى مساعدة الدول الإقليمية وعدم السماح باستخدام أراضيها من قبل الإرهابيين أو أولئك الذين يقومون بـ "تغذية" الإرهابيين في سوريا والعراق ودول أخرى".
وكانت رئاسة الاركان الروسية اعلنت, الشهر الجاري, ان "الارهابيين" في سوريا "يستعيدون قواهم", واصفة الوضع في البلاد بانه " تأزم مجددا".
واعتبر لافروف ان "إصرار واشنطن على تمديد المهلة المعطى للمعارضة عن النصرة يبدو كأنه يستهدف حماية الإرهابيين".
وشددت روسيا, في وقت سابق, على ضرورة قيام الولايات المتحدة الامريكية بفصل المعارضة السورية "المعتدلة" عن تنظيم "جبهة النصرة", كما دعت مؤخرا واشنطن إلى تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد من وصفتهم بـ"الارهابيين" والفصائل المعارضة التي لا تنضم للهدنة، في حين رفضت الاخيرة هذا المقترح, مؤكدة ان هدف عمليات البلدين العسكرية متباينة.
وعن العلاقات الروسية التركية, اشار لافروف الى ان بلاده ستستأنف قريبا تعاونها مع تركيا لتسوية الأزمة السورية، وذلك بعد أن قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتذار لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على إسقاط طائرة حربية روسية في سماء سوريا في تشرين الثاني الماضي".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء, عن الشروع في تطبيع العلاقات الثنائية مع تركيا، إثر توصله إلى اتفاق بهذا الشأن مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وكان بوتين تلقى رسالة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, الاثنين الماضي, يعتذر فيها عن مقتل الطيار الروسي قائد قاذفة سو-24 التي أسقطها سلاح الجو التركي في أجواء سوريا منذ شهر تشرين الثاني الماضي.
وادت الحادثة الى توتر في العلاقات بين البلدين, حيث اتخذت موسكو بعد ذلك سلسلة من الإجراءات حيال أنقرة من ضمنها عقوبات اقتصادية ودعوة رعاياها لعدم زيارة تركيا, وفي المقابل دعت تركيا رعاياها إلى عدم زيارة روسيا, مرجعة ذلك لتعرضهم لـ"مضايقات".
سيريانيوز