غارات التحالف على دير الزور خلفت 83 قتيلا من الجيش وأكثر من 100 جريح.. ومجلس الامن "عاجز" عن الادانة
رفض مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري, يوم الاربعاء, اتهام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لدمشق وللحكومة الروسية باستهداف قافلة مساعدات إنسانية في حلب, فيما اتهم مجلس الامن "بالفشل" في اصدار قرار يدين استهداف التحالف الدولي مواقع عسكرية تابعة للجيش النظامي بدير الزور.
ونقلت وكالات انباء عن الجعفري قوله, خلال جلسة لمجلس الامن, إن استناد كيري إلى شهادة شاهد عيان، لاتهام الحكومتين السورية والروسية باستهداف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب هو أمر مثير" للشفقة والسخرية".
وكانت موسكو نفت مرارا الاتهامات الموجهة اليها بخصوص استهدافها قافلة المساعدات في ريف حلب, مشيرة الى انها تتحقق من هذه الانباء, كما نفى الجيش النظامي ايضا قيامه بشن ضربات على هذه القافلة.
وسبق ان اعلنت موسكو ان طائرة أمريكية بدون طيار كانت متواجدة في المنطقة التي هوجمت بها قافلة المساعدات الانسانية في ريف حلب, , كما اشارت الى ان "الهجوم حصل على اراضي تسيطر عليها الفصائل المعارضة".
وسقط قتلى وجرحى, يوم الاثنين, بينهم مدير مركز الهلال الاحمر السوري وعدد من الموظفين والمتطوعين الآخرين جراء قصف جوي استهدف قوافل المساعدات الانسانية في منطقة اورم الكبرى بريف حلب الغربي, في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة" وسط تضارب بالانباء بخصوص مصدر القصف, حيث تحدثت بعض المصادر ان الطيران النظامي هو المسؤول عن ذلك, في حين اتهمت مصادر اخرى الطيران الروسي.
وحول استهداف التحالف مواقع عسكرية بدير الزور, اتهم الجعفري مجلس الامن بالعجز عن إدانة العدوان على مواقع الجيش السوري في دير الزور والذي "شكل صدمة كبيرة".
وفشل مجلس الامن مؤخرا في التوصل لقرار حول حادثة قصف التحالف الدولي, بقيادة الولايات المتحدة الامريكية, وسط تبادل للتهم بين موسكو وواشنطن حول المسؤولية عن وقوع ذلك.
ولفت الجعفري الى ان "هذا العدوان العسكري السافر أدى ارتقاء 83 قتيلا وأكثر من 100 جريح من جنود وضباط الجيش السوري".
وأشار الجعفري إلى أن "هذا العدوان الذي استمر مدة 50 دقيقة من القصف الجوي والذي سبقه تحليق لطيران استطلاعي مسير استكشف المنطقة على مدى يومين قبل القصف مهد إلى فتح الطريق أمام إرهابيي “داعش” للدخول إلى الموقع العسكري المستهدف عمداً قبل أن يتمكن الجيش السوري من استعادته من هؤلاء الإرهابيين" .
ونفذ طيران التحالف, بقيادة واشنطن, يوم الأحد, غارات على أحد مواقع الجيش النظامي في جبل الثردة بريف دير الزور, حيث اعلنت موسكو ان القصف اسفر عن مصرع اكثر من 62 جنديا واكثر من 100 جريح, مطالبة بتحقيق شامل, في حين اعربت واشنطن عن "اسفها", نافية "تعمدها" استهداف الجيش السوري.
وعن اتفاق الهدنة السورية, أكد الجعفري أن "سوريا رحبت بالتصريحات الروسية الأمريكية الصادرة في 9 أيلول الجاري بعد توصل الطرفين إلى الاتفاق الذي نص على مكافحة تنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” بمختلف مسمياتها وهو الاتفاق الذي تم بعلم الحكومة السورية وموافقتها", محذراً من "محاولة البعض نسف الاتفاق ".
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سوريا أول ايام عيد الاضحى ,يوم الاثنين الماضي, تنفيذاً لاتفاق أميركي روسي في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات, واستمر اسبوعا, في وقت تبادلت القوات النظامية ومصادر معارضة مراراً, الاتهامات بخصوص "خرق نظام الهدنة", حتى اعلن الجيش النظامي الاثنين عن انتهائها, لكن واشنطن اعلنت ان ان نظام وقف النار "مستمر" و"لم يمت" لكنه "هش".
وحول المفاوضات السياسية, قال الجعفري إن النظام مستعد لاستئناف الحوار السوري-السوري دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي لكي يقرر السوريون مستقبلهم بأنفسهم.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, في وقت سابق من اليوم, لاستئناف المفاوضات السياسية السورية باسرع وقت, والضغط على الاطراف للبدء بذلك", داعيا المجلس لدعم هذا الموضوع حتى الوصول لحل ذي مصداقية", معتبرا ان " المفاوضات ستقود إلى المرحلة الانتقالية في سوريا".
وكانت آخر جولة من المفاوضات السورية-السورية غير المباشرة في جنيف انتهت نيسان الماضي، إلا أنه لم يتحدد بعد موعداً دقيقاً لانطلاق الجولة القادمة، الا ان الموفد الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا استبعد عقد جولة من المحادثات قريبا نتيجة الوضع المعقد في حلب.
وجاء اجتماع مجلس الامن بعد يوم من اتفاق مجموعة "دعم سوريا" على ضرورة "استمرار وقف إطلاق النار "في سوريا, بموجب الخطة الأمريكية الروسية, رغم استمرار العنف, وضرورة استئناف المحادثات, مع الاقرار بصعوبة الفصل بين "جبهة النصرة" والمعارضة المعتدلة في سوريا.
سيريانيوز