اعترفت الأمم المتحدة، يوم الخميس، بتعاون وكالتها الإنسانية العاملة في سوريا مع النظام، مبررة ذلك بأن هدفها هو تقديم أكبر قدر من المساعدات الإنسانية للسوريين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، خلال مؤتمر صحفي، "لقد تلقينا بالفعل خطاباً من تلك المنظمات، لكن علينا أن نتذكر أن وكالات الأمم المتحدة تعمل في ظل ظروف سياسية خاصة داخل سوريا. نحن نعمل في منطقة صراع، ونؤكد أن أي شيء نقوم به هناك إنما نؤديه بمنتهي الشفافية والحيادية. إن تركيزنا كان وسيبقى دوماً على تسليم أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السوري".
وجاء كلام دوغريك دفاعا عن موقف الأمم المتحدة إزاء قيام 73 منظمة من جمعيات المجتمع المدني وهيئات الإغاثة العاملة في سوريا بتعليق التعاون مع منظمته في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرت تقريراً، يوم الخميس ذكرت فيه أن العشرات من هيئات المجتمع المدني العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا أعلنت تعليق تعاونها مع الأمم المتحدة، احتجاجاً على موقف المنظمة من الأسلوب الذي تعمل به بعض الوكالات التابعة لها في هذا البلد، وتعاونها مع شركات ورجال أعمال على صلة قريبة بالنظام هناك.
واشارت الصحيفة إلى أن هذه المنظمات أرسلت خطاباً إلى الأمين العام، بان كي مون، عن طريق مكتب شؤون الإغاثة في تركيا طالبت فيها بإجراء تحقيق يتسم بالشفافية حول هذا الأمر.
وبهذا الشأن، نوه دوغريك "لقد استلمنا الخطاب ونقوم بدراسته حالياً.. نحن نعمل في بيئة شديدة الخصوصية.. إن دمشق وحكومات أخرى تفعل ذلك أيضاً.. إنهم يقدمون لنا قائمة بالشركات السورية المصرح لها بالعمل معنا في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، ونحن نقوم فقط بالاختيار من بين تلك الشركات، وذلك بناء على قدرتها وطاقاتها الاستيعابية".
وأضاف "تركيزنا هو تقديم المساعدة بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو العرقية أو الدينية أو المذهبية. نحن نعمل أيضاً في أماكن لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية. وقد أنجزنا عدداً لا بأس به من تسليم المساعدات".
وأشار دوغريك إلى أن "غالبية الأفراد الذين يعملون في الشركات، التي قال بيان المنظمات الإغاثية السورية إنها تابعة للنظام السوري، هم من السوريين أنفسهم، وهؤلاء يعرضون حياتهم للخطر حين يقومون بذلك".
وتابع "سوف نستمر في حوارنا مع منظمات الإغاثة السورية التي وقّعت على هذا الخطاب، وكما قلت لقد تلقينا تواً هذا الخطاب وسوف نلقي نظرة عليه، وسوف يكون تركيز الأمم المتحدة دائماً هو تقديم أكبر قدر من المساعدة للسوريين".
وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نهاية الشهر الماضي، أن الأمم المتحدة منحت عقودا بعشرات ملايين الدولارات لمنظمات او افراد مقربين من الرئيس بشار الاسد، بهدف القيام بمهمتها الانسانية بالرغم من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وكانت 55 منظمة سورية محسوبة على المعارضة اتهمت مؤخرا الامم المتحدة "بانتهاك المبادئ الانسانية " و "الانحياز" الى النظام السوري في عملية ايصال المساعدات الى عدد من المناطق المحاصرة, فيما ردت الامم المتحدة بان هذه العملية "ليست مثالية" , مشددة على انها تواصل "مساعدة السوريين وفق الحاجة".
وتقوم الامم المتحدة بالتعاون مع جهات محلية مثل "الهلال الاحمر السوري" واللجنة الدولية للصليب الاحمر، بايصال مساعدات انسانية للمناطق المحاصرة في سوريا، اضافة لتوزيع المساعدات على النازحين داخل البلاد، والذين يبلغ عددهم اكثر من 7.5 مليون شخص بحسب مفوضية شؤون اللاجئين.
وكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة، مؤخرا, أن حوالي 5 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدة العاجلة، يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها.
سيريانيوز