"قريباً سنشهد انتصارات مهمة وآمل أن تستعيد القوات النظامية تدمر"
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إن نجاح بلاده العسكري في سوريا سمح له بإصدار أوامر بسحب جزئي للقوات، لكنه شدد على أن الكرملين قادرٌ على تعزيز تواجده مرةً أخرى خلال ساعات وأنه سيواصل شن غارات جوية، كاشفا أن كلفة العملية العسكرية الروسية بلغت نحو نصف مليار دولار امريكي.
وكشف الرئيس الروسي أثناء مراسم تكريم عدد من العسكريين والخبراء الروس الذين شاركوا في العملية الجوية الروسية في سوريا أن "تكلفة العمليات الروسية في سوريا بلغت 33 مليار روبل".
وأضاف بوتين، إن موسكو "هيأت الظروف للعملية السلمية وفتحت الطريق الى السلام" في سوريا، وهذه القوات نفذت مهماتها في سوريا بشكل ممتاز، حيث كانت تعمل بشكل فعال ومنسق".
وأوضح بوتين إن "قوات الطيران التكتيكي والاستراتيجي، تحملت المسؤولية عن تنفيذ أهم وأخطر المهمات في سوريا، فقد عززت القوات المسلحة السورية التي أصبحت الآن قادرة ليس فقط على صد الإرهابيين، بل وإجراء عمليات هجومية ناجحة ضدهم".
ولفت الرئيس الروسي إلى إقامة تعاون إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وكذلك القوى المعارضة المسؤولة داخل سوريا التي تريد بالفعل وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي الوحيد الممكن للأزمة.
وأشار بوتين إلى إن "مهمة قواتنا في سوريا، كانت تتمثل بمكافحة الإرهاب كي لا ينتقل إلى أراضي روسيا، وهدفنا منذ البداية إلى دعم العمليات الهجومية للجيش السوري ضد المنظمات الإرهابية".
ورغم تأكيده على تفضيل روسيا لحلٍّ دبلوماسي للصراع عبر المفاوضات قال بوتين إن "موسكو تستطيع بسهولة تعزيز قواتها مرة أخرى"، موضحا في هذا السياق انه "إذا اقتضى الأمر ففي خلال ساعات بمعنى الكلمة تستطيع روسيا زيادة قوتها في المنطقة إلى حجم يتناسب مع تطورات الموقف هناك واستخدام كل ترسانة القدرات المتاحة تحت تصرفنا."
وجدد التاكيد أن بلاده "لا تنوي التورط في النزاع السوري الداخلي، بل فقط دعم النظام في مكافحة الإرهاب".
وستبقي روسيا معدات وجنودا في سوريا، لمراقبة اتفاق "وقف العمليات القتالية"، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي، ومواصلة غاراتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والتنظيمات الإرهابية الأخرى هناك.
وفيما يخص ميزان القوى بعد خروج قوات روسيا من سوريا، قال بوتين إن "القوى الوطنية ستحقق نجاحات في مكافحة الارهاب، بينما سنستبعد الجماعات التي ستخرق الهدنة من القائمة الأمريكية (لمنظمات المعارضة المعتدلة) تلقائيا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن مساء الاثنين ان مهمة قواته المسلحة في سوريا "انجزت بشكل عام"، وامر بسحب الجزء الاكبر من القوات الروسية.
وأعرب بوتين عن ثقته تحقيق تقدم و"انتصارات خلال وقت قريب"، موضحا "سنشهد انتصارات جديدة ومهمة في القريب العاجل، أملا معربا أن تستعيد "القوات النظامية السورية مدينة تدمر في ريف حمص قريبا".
وكانت مصادر معارضة اشارت, يوم الثلاثاء, عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي, ان قصفا من الطيران الروسي, دعم تقدما للقوات النظامية, قرب تدمر بريف حمص, فيما تحدثت مصادر مؤيدة ان الجيش سيطر على مساحات قرب المدينة, وذلك بعد يوم من الاعلان الروسي عن البدء سحب القوات العسكرية الرئيسية من سوريا, لكن مواصلة شن ضربات على "ارهابيين" في البلاد ستتوصل, بحسب التصريحات الروسية.
وساعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة خاصة في ريفي اللاذقية وحلب بعد ظهور أسلحة متقدمة بايدي معارضين يعتقد انها إمدادات عسكرية غربية ومن دول عربية، بينها صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات، إلا أن روسيا أوضحت أن قرارها بسحب جزئي لقواتها من سوريا ليس للضغط على الأسد أو أنه قد يسهم في إضعافه.
ولاقى القرار الروسي ترحيبا واسعا، حيث رأى فيه مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة "أمرا إيجابيا" وسينعكس على محادثات جنيف الجارية، فيما نأت بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية عن التعليق مبررة ذلك بأنه من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات المحتملة للقرار، وفي حين أبدت المعارضة ترحيبها بالقرار كونها ستعطي محادثات السلام "دفعة إيجابية"، قال النظام إن الخطوة الروسية تمت بالتنسيق معه وهي نتاج طبيعي لتطورات الأحداث ولا سيما التوصل إلى اتفاق الهدنة.
سيريانيوز