أول مرة في حياتي أنعت بصفة "أقلوي" كانت عندما انتقدت سلطة الشرع بعد سقوط الأسد..
وانتقادي كان مرده، كما هو معروف عني، بأني من أنصار بناء الدولة بمعناها المدني المعروف، وضد الدولة الدينية التي تحكمها فصائل جهادية..
وظهر مبدأ من يحرر يقرر.. ومبدأ الأكثرية "المسلمة" وهكذا صُنفتُ كما ملايين السوريين "بالأقليات"..
نَبهت أكثر من مرة، بأن فكرة الأقلية والأكثرية في بلد منهار، لا يمكن حصرها في حدود دولة مفككة في مرحلة تحول، لا تمتلك قرارها السيادي..
لأن الفرز على أساس ديني وعرقي، في ظل عدم وجود سلطة قادرة وطنية، سيجعل الأقليات في سوريا، ثغرة تتسلل من خلالها الأكثرية القوية، صاحبة القرار الحقيقي في العالم، وهي ليست إسلامية بطبيعة الحال..
ماذا يعني انضمام سوريا إلى التحالف الدولي إذا أردنا أن نشرحه على أساس (ديني)؟؟
على هذا الأساس هو تحالف غربي مسيحي ضد فصائل جهادية مسلمة!!
أي أن الرئيس الشرع ذاهب إلى الولايات المتحدة لكي ينضم إلى قوى مسيحية ضد فصائل جهادية هي التي أوصلته لحكم سوريا!!
أما إذا أردنا أن نشرح الأمر على أساس الدولة، فإن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي هو تغليب مفهوم الدولة الوطنية على الأساس الديني الذي تعتمده السلطة الحالية، هو تغليب لدولة تدور في فلك الشرعية الدولية على نموذج حكم الإمارة الخارجة عن القانون..
قد يقول أحدكم (منيح) هذا جيد..
نعم جيد، ولكن كنت اتمنى أن نحقق هذا الإنجاز بالاتفاق مع أقليات الداخل، وليس من خلال انتصار أكثرية الخارج..
لأن بناء الدولة السورية باتفاق وطني، كان سيجنبنا الدخول في تحالفات لا تخدم بالضرورة مصالح الشعب السوري، وتستنزف مواردنا الضئيلة اليوم في خدمة أهداف لدول كبرى، ندفع نحن معظم الثمن المطلوب لتحقيقها..
نضال معلوف