هو ابن غازي ابن فيصل الاول ثالث ملوك العراق الملك فيصل الثاني ، وقد نشرت المضحك المبكي مقالا بمناسبة تتويجه رسميا ملكا على العراق بعد وصوله الى السن القانوني .. ، ولم يكن احد يتوقع ان تنتهي حياته بفاجعة بعد سنوات قليلة هو و معظم افراد عائلته ..
توفي والده الملك غازي ابن الملك فيصل ( ملك سوريا في العام 1920 ومن ثم ملك العراق ) وهو في عمر 27 عاما اثر حادث سير غامض ، وسمي فيصل الثاني ملكا تحت الوصاية وعمره اربع سنوات.
المقال المكتوب في المضحك المبكي هو بمناسبة تتويجه بشكل رسمي ملكا على العراق بعد بلوغه السن القانوني ، في العام 1953 ، قبل خمس سنوات تقريبا من قيام مجموعة من الضباط بثورة 1958 بقيادة عبد السلام عارف حيث تم تجميع العائلة الملكية على رأسها الملك فيصل الثاني و ولي العهد عبد الاله وبعض سيدات الاسرة الحاكمة وقتلهم بطريقة وحشية رميا بالرصاص بدون محاكمة..
تنشر مجلة المضحك المبكي في عددها ، 853 الصادر السبت 2 ايار سنة 1953 ، يوم تتويج الملك فيصل الثاني المقال التالي :
والدة الملك فيصل كانت تقول له، انك انسان قبل كل شيء
وتنصحه بان لا يستبد برأيه ولا يفرض ارادته على الناس دون مبرر
يحتفل في هذين اليومين بتتويج عاهل العراق الملك فيصل، فقد ولد جلالته عام 1935 ونودي به ملكا على العراق وهو في الرابعة من عمره، وتلقى العلم على ايدي اساتذة خصوصيين في بغداد ثم سافر الى انجلترا حيث التحق بكلية هارو التي التحق بها والده المرحوم الملك غازي من قبل.
وجلالته يهوى الطيران، والميكانيك وهو من ابرع الصيادين وقد انشأ متحفا صغيرا في قصر الزهور ببغداد ويحتفظ فيه بمجموعات من نماذج الطائرات منذ اختراعها حتى اليوم وهو فوق ذلك رسام ماهر، وقد هوى هذا الفن عندما رأى الرسام المجري ارتر يرسم صورة زيتية في لندن لوالدته المرحومة الملكة عاليه..
لقد اصيب الملك فيصل في حياته بعدة فواجع، فقد فقد والده، ثم فجع في امه الملكة عالية بعد مرض عضال.
وكان يقول ان امي صاحبة الاثر الاكبر في حياتي، كانت تساعدني في دراستي وتوصيني بصحتي وتحثني على الدرس والاجتهاد، وتقول لي، يا فيصل، ان العلم هو الشيء الوحيد الذي يصنع الشباب فعليك به،... وكانت رحمها الله تقسو عليه احيانا وتقول له:
يجب ان تعلم انك انسان قبل كل شيء فلا تحاول ان تستبد برأيك او ان تفرض ارادتك على الناس بدون مبرر...
هذا هو الاساس الذي نشأ عليه الملك فيصل الشاب، وقد تحدث عن العبء الذي سيحمله غدا فقال:
انني ادعو الله تعالى ان يوفقني الى خدمة بلادي وسائر البلاد العربية فاملي الوحيد ان ارى العرب يعملون متكاتفين متعاضدين لنفع بلادهم ورقيها وازدهارها بين بلدان العالم...
ان طبيعتي تحب العمل، وما احبه لنفسي احبه لبلدي وامتي، وان افضل شعار اراه هو (العمل خير من الكلام)...
انني اعتبر كل شاب عربي اخا لي... وعلى الشباب العربي ان يتسلح بالعلم ويتأهب للمستقبل وان لا يسبق الزمن وينتظر دوره في هذه الحياة.
ان كل ذخيرتي في الحياة كتاب الله، وحياة محمد... ووصايا المرأة التي كانت لي كل شيء، امي رحمها الله...
اعداد : سيريانيوز
صورة الغلاف ، تظهر الملك فاروق ملك مصر المعزول بحركة الضباط الاحرار التي انهت الملكية في مصر،ايضا في العام 1953، يسدي النصح الى الملك غازي بمناسبة تتوجيه ، ويوجد في المجلة مقال حول الموضوع يحمل نصائح "مفترضة" من الملك المعزول الى الملك الشاب.
صورة الصفحة الاخيرة للعدد
صدرت مجلة المضحك المبكي في دمشق عام 1929، وهي مجلة سياسية كاريكاتورية اسبوعية من اشهر المطبوعات السياسية الساخرة في الوطن العربي ، ويمكن اعتبارها هي من اسس الكوميديا السياسيّة على الساحة السورية ( وربما العربية).
اصدرها الصحفي حبيب كحالة ( 1898 – 1965 ) وهو درس التجارة والاقتصاد في الجامعة الاميركية في بيروت.
أنشئ كحالة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي مطبعة حديثة بدمشق لطباعة المجلة، وكانت تقع في شارع الملك فؤاد الأول، استمرت هذه المجلة في الصدور إلى عام 1965 ، وقامت "الجهات المعنية" بإغلاق المجلة وإلغاء ترخيصها وذلك عام 1966.
