بعد ان حقق مسلسل الكاتب نجاحا معقولا في الموسم الماضي كان اساسه جودة النص المكتوب وقوة اداء الفنان السوري باسل خياط، منع فيروس كورونا من تكرار هذا النجاح في الموسم الحالي من رمضان.. وانهى مسلسل "النحات" بخيبة امل..
مسلسل النحات الذي يلعب بطولته الفنان باسل خياط بجانب الفنانة الجزائرية امل بوشوشة ومجموعة من الممثلين اللبنانيين مثل فادي ابراهيم وندى ابو فرحات، اعتمد على الغموض والتشويق المبني على نص للكاتبة السورية بثينة عوض، في حبكة معقدة نجحت في اثارة فضول المشاهدين منذ الحلقات الاولى..
شاب يقرر العودة الى بيت اهله بعد 30 عاما من هجره اثر وفاة والده، ليكتشف ان كل مافي المنزل يدفعه للبحث عن حقيقة مقتل والده.. ويتوالى ظهور الشخصيات العديدة التي يكون دور معظمها هو دفع "يمان" (باسل خياط) في اتجاه البحث والتقصي عن احداث "خطيرة" وقعت، كان لوالده والبيت الذي يسكن فيه دورا فيها..
واعتقد بان المشاهد عموما مرر للمخرج المبالغة في تأطير الاحداث بـ "هوية بوليسية" من خلال الاداء البطيء للشخصيات، الانارة الخافتة.. الموسيقى الهادئة، في مقابل مراكمة كم التشويق واثارة الفضول والايحاء بخطورة الحدث، ورسم هيكل قصة تبدو غامضة مثيرة يتوق المشاهد مع تقدم الحلقات في التعرف على تفاصيلها..
الذي حدث بان عملية مراكمة التشويق هذه وعرض تفاصيل متوزعة على محاور متفرعة عن الحبكة الاساسية وهي تفاصيل ايضا مثيرة ولكنها لا تبدو انها ترتبط بالحدث الرئيسي وتتعلق بشخصيات لها حضور وازن في المسلسل نجحت في جذب اهتمام المشاهد حتى النهاية ولكنها لم تروِ فضوله!..
فجأة في الحلقة 13 اختفى البطل الرئيسي (باسل خياط) الذي كانت الاحداث حوله متصاعدة نحو الذروة، وجاءت الاحداث في الحلقتين التاليتين لتغطي على هذا الاختفاء الذي بدا دخيلا على المسلسل وليس من جسم القصة الاساسية.. وفجأة تم الاعلان عن الحلقة الاخيرة.. وانتهى المسلسل.. هكذا دون ان يشرح اي شيء للمشاهد..
من غير الاعتيادي عرض مسلسل من 15 حلقة في رمضان، وعلمنا بعدها بان السبب هو توقف التصوير بسبب فيروس كورونا، ولا شك بان اجراءات الاغلاق اجبرت بطل المسلسل في الحلقة 13 على الغياب وتم تصوير حلقتين اضافيتين لتبرير غيابه والسلام!..
لم يفهم المشاهد القصة، ولا كان في قدرته ربط دور الشخصيات بالحدث الرئيسي، ولا ضم المحاور الفرعية لتخدم الحبكة الاساسية..
بصراحة كان المسلسل مقلب على مدى 15 حلقة.. حاول المنتجون ان يلتفوا عليه بان اعلنوا بان احداثا قادمة سستفسر هذا الغموض في جزء تال..
ولكن المسلسل لم ينته "كجزء" في سلسلة ولا حتى كحلقة في مسلسل.. انتهى نهاية برنامج مقالب.. والمقلب كان جماعي.. يستهدف كل من شاهد المسلسل..
شخصيا كنت افضل ان يتخذ المنتج قرارا مشابها لما حصل في مسلسلات كثيرة منها الهيبة و2020 وعدة مسلسلات اخرى.. الافضل كان التأجيل للموسم القادم ليس لاحترام عقل المشاهد وحسب، بل للحفاظ على احترام الجمهور للمشاركين في المسلسل وعلى مصالحهم..
لانه باعتقادي مهما وفر الانتاج من خسائر بهذه الطريقة، فانه لن يعوض الا جزءا صغيرا من الخسارة الكبيرة الذي تعرض لها كل طاقم العمل.. هذا اذا نجح في تعويضها..
ملح
