حكاية رجل اسمه دايف .. معركة طفل "نكرة" انتصر ليحصل على تزكية ثلاثة رؤساء لاميركا ..

في المجتمعات الغربية يقدسون "المثل" و"القدوة" .. ويسلطون الضوء على كل صاحب انجاز ولو كان هذا الانجاز شخصي وغير مؤثر على المستوى العام ..

في المجتمعات الغربية يقدسون "المثل" و"القدوة" .. ويسلطون الضوء على كل صاحب انجاز ولو كان هذا الانجاز شخصي وغير مؤثر على المستوى العام ، لاانهم ينظرون على هذه الانجازات الصغيرة على انها عمل ملهم يمكن ان يحفز مئات آلاف الاشخاص الاخرين.

"حكاية رجل اسمع دايف" .. لمؤلفه دايف بيلزر ، هذا الكتاب قبل ان نضمه الى مجموع اصدقائنا اليوم يجب ان نوضح بان ليس كل الاصدقاء على "شكل" واحد.

فمن الاصدقاء الحالم الرومانسي ، والعميق ، الواقعي او صاحب الخيال الواسع .. ، العاطفي او ذاك الذي يميل لتحكيم العقل .. صاحب الخطابة البليغ والاخر البسيط الذي يروي قصصه بعفوية ..

كذلك الكتب لا بأس ان تكون تنتمي الى كل تلك التصنيفات ..

والكتاب الذي في ايدينا اليوم هو سيرة ذاتية لشخص كان عبارة عن طفل معنف يعيش حياة قاسية ويتلقى معاملة وحشية من والدته نجا من هذه المعاناة ووصل وحقق انجازات نال عنها تزكية ثلاثة رؤساء لاميركا.

واذا قيمنا انجاز دايف على المستوى العام فانه سيبدو انجازا طبيعيا لا بل ان معظم الاطفال في منطقتنا عاشوا وما زالو  يعيشون اوضاع اكثر صعوبة وقسوة من الطفولة التي اعتمد عليها "دايف" لينال تعاطف العالم ودعم القراء.

ولكنه على المستوى الشخصي فانه انجاز عظيم وملهم ، من طفل تمت معاملته على انه "نكرة" "شيء" لا قيمة له يصل ليكون انسان ناضج حقق  على الصعيد المهني عمل طيب واستطاع ان يخرج من محنته ويحافظ على ذاته ويضع نفسه في النهاية في خدمة مجتمعه ، مساعدا وملهما لآلاف الاطفال والشباب الذين في مثل ظروفه ..

اسلوب القصة سردي ، ويجب ان نأخذ بالاعتبار بان مؤلفها ليس كاتبا وانما شخص عادي يمتلك القدرة على التعبير ويروي تجربته للآخرين بتفاصيلها ، وقائعها و اثر هذه الوقائع في نفسه ..

وبالطبع اذا افتقرت مثل هذه القصص للتشويق ، فانها تبقى صديقا يحمل قيمة يمكن ان يحفزنا في حالة الاحباط ، ويذكرنا بان هناك في العالم اشخاص مروا بتجارب صعبة وظروف استثنائية ونجوا واثبتوا ذاتهم وبرهنوا  للاخرين بانهم اكثر من "شيء" لا قيمة له .. ربما يكون اصحاب هذه النماذج ابطالا حقيقيين خاضوا معارك قاسية وفازوا فيها وخرجوا منها اقوى وافضل مما كانوا عليه ..

القصة جديرة بالقراءة ، يجب الا نتوقع منها الكثير على مستوى التشويق والاثارة كما ذكرت ، ولكن مشاركتنا في انجاح مشروع صاحبها وتحقيق نصره ، هي مساعدة لكل مضطهد معنف في العالم يحاول ان يشق طريقه الى الخلاص..

نضال معلوف


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close