سؤال على لسان كل السوريين اليوم .. وأخرتها .؟

والناس اليوم لا تريد فذلكة ولا فلسفة ولا تنظير .. تريد ان تعرف ماذا في الغد .. متى سيأتي الفرج الاسبوع القادم .. بعد شهر بعد سنة .. كم عليهم ان يصبروا ..؟

والناس اليوم لا تريد فذلكة ولا فلسفة ولا تنظير .. تريد ان تعرف ماذا في الغد .. متى سيأتي الفرج الاسبوع القادم .. بعد شهر بعد سنة .. كم عليهم ان يصبروا ..؟

كل يوم تنفذ مدخرات عائلة من العوائل وتصبح معرضة للجوع .. وكل يوم تسد طريق وعرة في وجه رب اسرة كانت مفتوحة بقدرة قادر ..


شاهد التقرير مصور .. اضغط هنا 


الناس اليوم .. يفقدون اساسيات العيش ،المستوى الاول في الاحتياجات الانسانية .. ويريدون ان يعرفوا ماذا يحمل لهم يوم الغد .. متى يأتي الفرج ..

ورغم ان الامل بالله كبير وان الله قادر على كل شيء .. ولكن نحن البشر نتكلم بالواقع ..

كنا نسمع بمصطلح الدولة الفاشلة .,

ولن ادخل في فذلكة او فلسفة في عرض معاني هذا المصطلح .. ساقول ببساطة بانه يعبر عن وجود دولة بالاطر العامة .. معترف بها .. لها حدود معروفة .. الخ ولكنها تفشل في اداء مهامها .. وايضا بدون فذلكة اهم وظائف الدولة هو تأمين حياة الكفاية للناس على اقل تقدير واسس متينة تضمن هذا الحد وتبني عليه في محاولات دائمة لخلق فرص للمضي نحو الافضل ..

في العموم وظائف الدولة تتركز حول الانسان .. وكرامة الانسان الذي يعيش ضمن حدودها الجغرافية .. هذا الهدف وكل السياسات الخارجية والداخلية يجب ان تصب في هذا السياق .. السيادة والقوة والنفوذ والانتاج والمساهمة في النتاج الحضاري يبدأ من الانسان .. اذا كان الانسان بخير .. العائلة المجتمع المؤسسات .. سيأتي كله كتحصيل حاصل ..

المهم .. نحن اليوم لسنا دول فاشلة .. بل نحن اليوم نعيش في مرحلة فشلت فيه  الدولة .. وانتهت

الدولة التي نعرفها .. فشلها ادى الى نهايتها .. واليوم كما تشاهدون نعيش في اللادولة ليس في مناطق النظام وفقط بل في كل المناطق ..

"اي وبعدين ..."

بعدين هذه .. قد تطول .. هناك دول كثيرة ومنها قريبة مننا تعيش في هذه الحالة منذ عقود طويلة .. الصومال .. العراق .. افغانستان .. وانضمت اليوم ليبيا واليمن وسوريا .. الى النادي ..

غدا سيكون لفترة طويلة مثل اليوم وربما اسوأ .. الواقع عموما سيكون سيء ..

طبعا نظريا من الممكن ان تأتي الفرصة ونعيد تشكيل دولة .. او دول .. في المنطقة،  وتعود الامور للتحسن، هناك الكثير من الامثلة في التاريخ على مناطق تفتت واعيد البناء فيها .. ولكن هذا لا يكون بيوم واسبوع وسنة .. ربما يأخذ عقود واجيال ..

ومع الاسف اليوم تغير فرد او عائلة او نظام في حالتنا.. لا شك انه قد يشكل بداية الانتقال لمرحلة جديدة قد توفر لنا فرصة بناء دولة .. ولكن لن يكون هذا التغير اليوم حلا للمشاكل التي نعاني منها .. العوز النقص الفقر ..

مع الاسف هذه صفات لواقع راهن قد يمتد على سنوات طويلة وربما عقود ..

الكلام محبط نعم .. ولكن الغاية منه  ان نحاول ايجاد الحلول لتخفيف وطأة "الفشل" الذي نعيشه .. وايجاد الحل يبدأ من التشخيص الصحيح .. لن يكون في الغد فرج ينهي ما نعاني منه اليوم .. هذه القاعدة الاولى

القاعدة الثانية يجب ان نبدأ ( للقادرين ) بعملية تهيئة للتعايش مع هذا الواقع الصعب لفترة طويلة .. هذا ما يجب ان نخطط له ونأمل بان تكون الفترة اقصر لا ضير .. ولكن المعطيات التجارب لا توحي بان ما نعيشه ازمة عابرة يأتي بعدها فرج قريب ..

فاذا هذا الموجود .. هذه الامكانيات .. هذا الواقع .. ويجب ان ترسم كل الخطط من الخطط على مستوى الفرد العائلة .. المجتمعات .. السلطات المحلية ..

اقصد بهذا الحجم ولا ادعي باني امتلك الحلول ..

نضال معلوف


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close