لمن لا يتابع تفاصيل الشأن اللبناني ..
بالعموم السلطة في لبنان موزعة على عدد من "الزعمات" التي تعمل للحفاظ على مصالحها ونفوذها باي وسيلة كانت..
والحل الوحيد كان هو ان تقوى دولة لبنان دولة المؤسسات وتصبح فوق رؤوس الجميع..
ولكن ما حصل بعد انتهاء الحرب الاهلية هو تسلل ايران وزيادة نفوذها من خلال حزب الله وبذريعة محاربة اسرائيل تضخم الحزب واصبح ورما كبيرا داخل جسد الدولة وقطب وازن يمكن ان يستقطب قوى محلية وفق مصلحة زعمائها الضيقة..
لمشاهدة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا
هذا الاستقطاب وتضخم حجم حزب الله واستخدامها لمكونات سياسة تقليدية في لبنان تحت مسمى الحلفاء عطل كل اعمال الدولة..
الدولة اليوم تعمل بما لا يعترض عليه حزب الله..
بالاضافة الى ان حزب الله بات يفرض ارادته (ارادة ايران) على كل مكونات الشعب اللبناني، فان اخر الملفات هو تعنته فيما يخص قاضي التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار لانه اقترب من حزب الله المقدس.. وانزل بعض مسؤوليه الى خانة التحقيق والملاحقة..
فقد اصدر قبل ايام مذكرة توقيف بحق علي حسن الخليل وزير المالية السابق ونائب حالي في البرلمان..
هذا التطاول مرفوض بالنسبة للحزب الذي فرض ظلاله على كامل مؤسسات الدولة.. وبدأ بالتحريض بدأا من امينه العام الى جميع مسؤوليه وحلفائه ضد المحقق مطالبا بتنحيته..
يجب ان يتنحى فهو لم يتوافق مع مزاج حسن نصر الله..
وهاجمه الاخير في اكثر من خطاب وحديث "طول فيه وقصر" كعادته مهددا ومتوعدا بوجوب تنفيذ ارادته السامية..
اليوم اختار انصار حزب الله وامل وتيار المردة ان ينظموا مسيرة ضد قاضي التحقيق انطلاقا ومرورا بشوارع يقطنها غالبية مسيحية، وبالفعل تدفقوا اليها قطعان تهتف وتصيح، توترت الاجواء وحصلت بعض الاشتباكات اولا بالحجارة والعصي لتتطور الى اطلاق نار..
لن يرتضي سكان الحي خصوم هذا القطب المتغول على الدولة ان يخضعوا للاستفزاز
خمس ساعات من اطلاق النار بكل انواع الاسلحة ادت الى وقوع عشرات القتلى والجرحى..
لن نتسرع في قراءة مشهد الغد..
ولكن اقول لكم من مراقبتي لمسيرة حزب الله وتضخمه وسيطرته على جسد لبنان..
لم يعد هناك اي طريق امام حزب الله الا الانفجار ليحقق كامل اهدافه في انهاء الدولة تماما وتحويلها الى ارض يتنازع فيها النفوذ الميليشيات ويكون هو اكبر ميليشيا فيها وصاحب القرار..
انا ارى مع الاسف بان الطور السلمي لحزب الله انتهى.. وهو لابد ان ينتقل الى الطور المسلح.. ليكمل مهامه..
لا يهم من اطلق النار اليوم.. هذه الحوادث يمكن افتعالها من قبل جهاز استخبارات تابع لاصغر ميليشيا موجودة في منطقتنا..
المهم بان القنبلة اصبحت حاضرة والفتيل في يد من يتوق الى اشعال النار وانجاز المهمة..
نضال معلوف