8 دقائق مضبوطة.. دلالات خطاب الأسد الأخير؟

ظهر الرئيس بشار الاسد يوم الاثنين في خطاب متلفز موجه إلى جمهوره حول "الانتصارات" التي حققها الجيش السوري وحلفائه في حلب مؤخرا والتي أنهت تواجد الفصائل المسلحة في غربي المدينة وأنهت معها سنوات طويلة من معاناة الأهالي هناك.

ظهر الرئيس بشار الاسد يوم الاثنين في خطاب متلفز موجه إلى جمهوره حول "الانتصارات" التي حققها الجيش السوري وحلفائه في حلب مؤخرا والتي أنهت تواجد الفصائل المسلحة في غربي المدينة وأنهت معها سنوات طويلة من معاناة الأهالي هناك.

وقد يبدو الخطاب من حيث النتيجة خطاب في سياق الخطابات العديدة التي أطل بها الرئيس الأسد على الجمهور في مناسبات عدة، منها ما هو شبيه بالمناسبة التي ظهر فيها (الانتصارات) وأخرى كان يوجه من خلالها عدد من الرسائل إلى الأطراف المتعددة الفاعلة على الساحة السورية..

ما يهم.. أن هذا الخطاب لا يشبه أيا من خطابات الأسد السابقة، حيث حرص طوال السنوات العشر الماضية (ويمكن إضافة إطلالاته قبل 2011) أن يظهر ويتحدث أمام جمهور عام يُحشد للاستماع لكلمته فيه الكثر من التفاعل والتصفيق،.. أو يكون ظهوره (على الاقل) حديث تلبية لطلب وسائل إعلام محلية، إقليمية أو عالمية..

يمكن أن نقول بأن هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها الأسد بهذه الطريقة، في خطاب قصير يقرأه بحرفيته من شاشة وضعت أمامه دون أي خروج عن النص المكتوب.

هي المرة الأولى التي لا يسترسل فيها الرئيس الأسد ويخرج عن النص ويشرح المفردات أو الإضافة على بعض الفقرات المقررة في الخطاب، هي المرة الأولى التي لا نرى فيها أي مساحة حرة يستخدمها الأسد كما يشاء ضمن صورة للزعيم العربي النمطي الذي يخرج ليتحدث بدون أي ضوابط للوقت بدون ضوابط للعبارات ولا للكلمات التي يستخدمها.

خطاب الأسد هذه المرة كان يشبه البيان الذي يتلوه ضابط في القوات المسلحة في أعقاب أي حدث هام، خطاب محدد ومضبوط بالكلمة، خرج الأسد هذه المرة (على غير العادة) ليؤدي وظيفة مرسومة بدقة، ابتداءا من كيفية ظهوره وحتى كل كلمة تضمنها خطابه.

ويمكن أن نلاحظ في حال دققنا في تفاصيل الدقائق الثمانية التي تكلم فيها الأسد (وهذا قد يجعله أقصر خطاب له في تاريخ وجوده في سدة الحكم) بأن تعابير وجهه ولغة جسده لا تنسجم مع مضمون خطاب (إعلان النصر) هناك تباين واضح بين المضمون وطريقة العرض..

ما يهم.. بأن خطاب الأسد الأخير يمكن أن نقرأه كتحول هام في وظيفة الأسد نفسه من "زعيم" يخرج ليقول ما يشاء في مساحة زمنية غير محددة، إلى "رئيس" يقوم بواحدة من وظائفه المرسومة من قبل (على غير العادة) فريق محيط مختص..

فريق رسم وظيفة الأسد هذه المرة بدقة متناهية دون وجود أي هوامش..

ويبقى السؤال.. هذا الفريق المختص الذي ضبط خطاب الأسد المنفلت عادة من أية قيود.. يتبع إلى من؟

 

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close