الف شمس ساطعة .. بدأ مغيبها في افغانستان ووصل الى سوريا

للكاتب خالد حسيني رواية اخرى اكثر شهرة باسم "عداء الطائرة الورقية" .. ولكني شخصيا احببت هذه الرواية اكثر ، ربما احسست انها اقرب الينا نحن السوريون.

للكاتب خالد حسيني رواية اخرى اكثر شهرة باسم "عداء الطائرة الورقية" .. ولكني شخصيا احببت هذه الرواية اكثر ، ربما احسست انها اقرب الينا نحن السوريون.

لا يمكن ان نتجاوز جمالية السرد وقوة الحبكة والقدرة على الوصف وجذب القارئ الى داخل الرواية ليعيش احداثها ، ولكن في القصة شيء اخر اكثر اهمية بالنسبة لنا ..

احداث قصة مريم ابنة خليل غير الشرعية بطلة القصة تدور في بيئة ليست بغريبة عنا ، تشعر بان الكاتب ليس افغانيا بل يعيش في احد مناطق سوريا ويروي قصتها ، والاهم بان السياق السياسي الذي يغلف القصة وكأنه استشراف لما يحدث في سوريا اليوم.

الفساد ، الثورة ، والفوضى ، الاحتلال  يجعلك تعتقد بان ما حدث في افغانستان هو نبؤة لما يحدث في سوريا اليوم ، او ان هذه الموجة التي ضربت سوريا اليوم مرت بافغانستان قبل اكثر من 40 عاما.

وهذا يدفعنا لنفكر هل كنا مقصرين في متابعة الاحداث واستشراف المستقبل ، هل كان علينا ان نهتم بمجريات احداث قريبة منا لندرسها ونفهمها ونستنتج منها العبر ربما كنا استطعنا ان نتجنب ذات المصير الذي كان لجيراننا.

ربما هذا ما نقصده عندما نقول ان الجهل هو السبب ، وان المعرفة تشكل اساسا للحل.

الشخصيات في رواية "الف شمس ساطعة" كانت شخصيات من عامة الناس بسيطة منفعلة وليست وفاعلة تأثرت بالاحداث وانقلبت حياتها رأسا على عقب دون ان تدرك حقيقة ما اصابها او سبب هذا المصاب.

وهي تشبهنا ، ويمكن بالاطلاع على مأساة هذه الشخصيات وعيش قصة كل واحد منها ان نكتسب خبرة اضافية لحياة كاملة مرت، ربما .. تقدم لنا بعض الفائد وتجبنا بعض المعاناة .


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close