غيوم سوداء في سماء مستقبل اللاجئين الى اوربا؟..

مر الخبر بشكل عابر ولكن الحقيقة بانه يشكل انعطافة خطيرة في مستقبل كل من ينوي الهجرة الى اوربا في المستقبل القريب..

مر الخبر بشكل عابر ولكن الحقيقة بانه يشكل انعطافة خطيرة في مستقبل كل من ينوي الهجرة الى اوربا في المستقبل القريب..

 

ترتفع الاصوات العنصرية في مواجهة اللاجئين الهاربين من حرائق بلادهم ومنهم السوريون في اكثر من بلد، وبدرجات مختلفة، ابرز هذه البلدان اليوم هي تركيا وربما السويد.. هذا ما يطفو الى السطح ولكن اذا تقصينا الامر سنرى بان المزاج العام يتغير تجاه موجة اللاجئين المستمرة منذ اكثر من عشر سنوات الى اوربا.

ويجب ان انوه صياغة الرأي العام تجاه اللاجئين تلعب فيه سياسة الدولة دورا كبيرا.

لا شك بان هناك بعض المشاكل والحساسيات ستظهر لاختلاف العادات والتقاليد والبيئة العامة، ولكن الدول اما ان تنفخ في هذه الاختلافات لتصبح حالة مستعصية ورأي عام مضاد لوجود اللاجئين او تستطيع ان تحد من هذه الاختلافات وتضيق عليها لتبقى ضمن المقبول.

كما اشرت مثلا في تركيا الدولة التركية لديها مخطط منذ البداية لاعادة توطين السوريين في مناطق محددة على الشريط الحدودي، وبالتالي فان سياستها العامة لن تكون في اطار دمج اللاجئين وتسهيل حصولهم على الجنسيات والحد من التوتر بينهم وبين الشعب التركي..

هي تستخدم بقاء التوتر وتصاعده على التوازي مع تقدم انجازاتها على الارض، اعادة السوريين الى مناطق في سوريا يلزمه تهيئة من نوع خاص وهي تعمل دائما على ذلك..

اليوم نكتشف بان هذا الموضوع ليس محصورا في تركيا.. فاذا كان لتركيا مصلحة في اعادة السوريين الى مناطق في سوريا فقد ظهر اليوم اتجاه اكثر قسوة ورعبا في التعامل مع قضية اللاجئين غير الشرعيين وكانت هذه البداية من بريطانيا هذه المرة..

مر الخبر مرور الكرام، ولكنه خبر مرعب الحقيقة..

"خطة بريطانية لارسال طالبي اللجوء الى رواندا"..

هل شعرتم بمدى خطورة هذه الخطة في حال اصبحت واقع ملموس..

والحقيقة تم اتخاذ خطوات عملية في اتجاه تنفيذ هذه الخطة وتم عقد اتفاق بين راوندا وبريطانيا لاستقبال اللاجئين المرحلين منها في مقابل مبلغ قدره 120 مليون جنيه استرليني حصلت عليها راوندا الواقعة في وسط افريقيا بعيدة 6500 كيلومتر عن بريطانيا.

وفي تفاصيل الخبر..

أعلنت رواندا، الدولة الواقعة في شرق إفريقيا اليوم، الخميس، أنها وقعت على صفقة بملايين الدولارات مع بريطانيا لاستضافة طالبي اللجوء والمهاجرين إلى المملكة المتحدة، في إطار محاولة الحكومة البريطانية للقضاء على الهجرة غير القانونية في البلاد.

وشاهدت بي بي سي، أماكن إيواء لطالبي اللجوء، ويُعتقد أن لديها مساحة كافية لحوالي 100 شخص في وقت واحد ومعالجة قضايا ما يصل إلى 500 شخص في العام الواحد في رواندا.

وسافرت وزيرة الداخلية بريتي باتيل إلى العاصمة الرواندية كيغالي لتوقيع الاتفاق، وقالت "إنه الأول من نوعه عالمياً وسيغير الطريقة التي نتعامل بها جميعاً مع الهجرة غير الشرعية".

وليس من المعروف التفاصيل الدقيقة للخطة، لكنها قالت إن المراحل الأولى منها ستقتصر في الغالب على الرجال غير المتزوجين (العزّاب).

وبموجب الصفقة، ستتحمل رواندا الواقعة على بعد أكثر من 6500 كم المسؤولية عن الأشخاص الذين سيرسلون إليها، وتشرف على سير طلبات لجوئهم، وفي نهاية المطاف، سيحظون بإقامة طويلة في رواندا في حال حصولهم على اللجوء.

وقالت الحكومة الرواندية إن المهاجرين "يستحقون الحماية الكاملة بموجب القانون الرواندي، والمساواة في حق الحصول على العمل، والتسجيل في خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية".

تعتقد وزارة الداخلية البريطانية أن قانون اللجوء الحالي سيكون كافياً لتنفيذ الخطة، لكن تظل هناك أسئلة حول قانونية هذه الخطة.

ماذا يعني هذا الكلام، يعني انه بعد رحلة شاقة تكبدها اللاجئ للوصول الى بريطانيا.. (والقرار له اثر رجعي للواصلين بداية العام الحالي) قد يجد نفسه لاجئ في بلد افريقي بعيد ليتم القضاء على كل احلام المستقبل الافضل التي دفع في سبيلها الغالي والرخيص..

تبقى رواندا بلد محدودة الموارد وهي بلد صغير والكثافة السكانية فيها مرتفعة، لا يبدو ان اللاجئ فيها سيحصل على فرصة لبناء مستقبل افضل في ظل اختلاف اللغة والعادة والبيئة.. سيكون الموضوع اشبه بالمنفى..

وخطورة هذه الخطوة في ان تكون خطوة اولى تقوم بها بريطانيا فتتبعها دول اخرى في خطوات مشابهة او متماثلة.. فيتم سوق اللاجئين تحت مسميات مختلفة الى المنافي او محميات يعيشون فيها ما تبقى من حياتهم..

الحقيقة هذا الحل الانكليزي لموضوع الحد من اللجوء.. ليس رادعا فقط كما قال جونسون ولكنه بالنسبة لي مرعب بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى..


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close