استخدم الموسيقا في علاج الامراض النفسية قبل 13 قرن وربط العلوم بتطور المجتمع  .. من هو؟

هو من العلماء الموسوعيين شأنه شأن كثيرين من ابناء عصره لا يمكن حصره باختصاص، واذا اجبرنا على الاختيار، لا شك اننا سنقول عنه "فيلسوف" ولكن هذا لا يقلل ابدا من مساهماته الكبيرة في باقي العلوم ..

هو من العلماء الموسوعيين شأنه شأن كثيرين من ابناء عصره لا يمكن حصره باختصاص، واذا اجبرنا على الاختيار، لا شك اننا سنقول عنه "فيلسوف"، ولكن هذا لا يقلل ابدا من مساهماته الكبيرة في باقي العلوم ..

ابو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الملقب بـ "فيلسوف العرب" ، ولد في الكوفة ( العراق ) في العام 805 ميلادي وتوفي في العام 873 في بغداد التي انتقل اليها وهو طفل بعد ان توفي والده  الذي كان رجلا ثريا ووالي على الكوفة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.

ما نريد ان نعرف به هنا بما يخص هذا العالم ، امر كان الكندي سباقا فيه بقرون طويلة وبالتحديد مايختص بالطب النفسي ..

فهو صاحب اكثر من 30 مؤلفاً في الطب عموما ، ومنها مؤلفات في الطب النفسي خصوصا، اشهرها كتاب بعنون " الحيلة لدفع الاحزان" يتضمن طرق لمعالجة الاكتئاب من خلال رفع معنويات المريض والحديث معه، على نمط العلاج النفسي الحديث الذي اوجده فرويد في القرن التاسع عشر.

ليس هذا وحسب بل ان "الكندي" ادخل الموسيقا في العلاج النفسي ، الاسلوب المتبع في علاج بعض الامراض النفسية اليوم في اكثر الدول تقدما في مجال الطب، ونجح في ذاك الوقت في علاج كثير من الامراض النفسية باستخدام الموسيقا.

يجب ان نشير بان الكندي بنى معارفه في الطب والموسيقا اعتمادا على الرياضيات والمنطق ، فهو مثلا أوجد السلم الموسيقي الشرقي بالاعتماد على الرياضيات مثلما اوجد عالم الرياضيات فيثاغورث السلم الموسيقي الغربي.

ويمكن ان نقول في هذا الصدد بان "فيلسوف العرب" اعلى شأن الرياضيات واعتبر هذ العلم هو المرحلة الاولى الاساس لكل العلوم ومن بعدها يمكن ان تأتي دراسة المنطق ومن ثم يمكن ان ينتقل الدارس لدراسة باقي العلوم.

وبناءا على الرياضيات ساهم الكندي في علم الدواء ايضا، وله مؤلفات مهمة في هذا الصدد ، حيث استخدم الرياضيات اساسا لاعداد الادوية المركبة ووضع نظام الجرعات وارشاد الطبيب لمعرفة تأثير الادوية والعقاقير على مستوى المرض عند المريض.

يبقى ان نقول بان احد اهم اسباب نجاح الكندي يرجع الى العصر الذي ولد فيه وكان عصر حضارة، بداية من هارون الرشيد وامتدادا الى ابنه المأمون ومن ثم المعتصم بالله في عصر الخلافة العباسية ، وكان ذاك الوقت عموما عصرا مزدهرا يعرف بانه عصر "رعاية العلم والعلماء" ..

رغم اهتمام الكندي بكثير من العلوم مثل الرياضيات والهندسة والفلك والطب والكيمياء ، الا ان الاطار العام الذي يمكن ان يحتوي كل هذه المعارف بالنسبة له كان الفلسفة والمنطق ، ومن خلالهما وجد الكندي بان العلوم تكمل بعضها البعض ، وكل علم ضروري ولازم ليكمل الاخر ، ولا يمكن فهم علم بمعزل عن باقي العلوم ..

والاهم بان الكندي ربط بين العلوم وتطور المجتمع ، النظرية التي اصبحت اليوم و بعد اكثر من 13 قرنا من الزمن  واقعا ثابتا لا جدال فيه.

اعداد : سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close