هل سوريا خالية فعلا من "الكورونا"؟

منذ اسبوعين وكل يوم تقريبا يصدر تصريح من مصدر طبي رسمي يفيد بان سوريا خالية من الكورونا، وان السلطات تتخذ كل الاجراءات اللازمة لمنع دخول الوباء الى سوريا..

منذ اسبوعين وكل يوم تقريبا يصدر تصريح من مصدر طبي رسمي يفيد بان سوريا خالية من الكورونا، وان السلطات تتخذ كل الاجراءات اللازمة لمنع دخول الوباء الى سوريا..

ويبدو انه بالفعل يتم اتخاذ اجراءات بحسب ما علمنا من خلال سؤال بعض القادمين عبر الحدود البرية ومن خلال مطار دمشق الدولي، تتمثل في قياس درجة حرارة الوافدين الى القطر.. هذا الاجراء الاحترازي المعروف..

ما يهم.. بان المواطن السوري غير واثق في التصريحات الرسمية ولديه شكوك، والمخاوف حول انتشار الوباء في سوريا قائمة بين سكان المدن، وبدء هؤلاء في اتخاذ بعض الاجراءات الاحترازية مثل حرص البعض على عدم  التواجد في الامكان المزدحمة وعدم ارسال بعض العائلات لاطفالها الى الروضات..

ولنكون واقعيين فان هذه الخطوات تأتي من باب الحيطة، وان كان هناك بعض التسريبات حول اصابات او وفيات في بعض المشافي في دمشق واللاذقية..

ففي اللاذقية اعلن عن وفاة ثلاثة اطفال في يوم واحد، ولم تنكر السلطات ذلك، ولكنها قالت بان اسباب الوفاة بعيدة عن فيروس الكورونا..

الى هنا يبدو الامر معقولا ومطمئنا الى حد ما، وسط انتشار المرض السريع في باقي دول العالم..

ولكن..

المشكلة بان السلطات السورية لا تسيطر على كل الحدود في سوريا، وايضا هي لا تمتلك السلطة لفحص كل الوافدين..

على سبيل المثال فان محافظة الانبار في العراق المحاذية للحدود السورية الشرقية الجنوبية وبعد رصد عدة اصابات بالفيروس فيها، اعلنت عن اغلاق جميع المقاهي والمطاعم والنوادي حتى اشعار اخر،.. والمنفذ الحدودي مع هذه المحافظة لا يقع تحت سيطرة الدولة السورية بل تحت سيطرة مليشيات ايرانية..

محافظة #الأنبار العراقية المحاذية للحدود السورية الشرقية الجنوبية تعلن إغلاق كافة المقاهي والمطاعم والنوادي "حتى إشعار آخر" تحسبًا من فيروس #كورونا pic.twitter.com/dKFrpit2Ju

— Syria News Official (@syrianewsco) February 27, 2020

وهناك حركة معروفة بين ايران عبر العراق وعبر مطار دمشق الدولي الى سوريا، وكل السوريون يعلمون مدى نشاط هذه الحركة الى بعض المناطق المزدحمة في قلب العاصمة..

والمشكلة ايضا بان ايران تعاني من تفشي الوباء في مدنها، وان عدد الاصابات والوفيات اكثر بكثير مما تعلن عنه السلطات الايرانية.. فليس من قبيل الصدفة ان كل اصابات العراق، الكويت، غالبية الاصابات في الامارات.. الدول المجاورة لايران كانت من ايران نفسها.. فلماذا لا تنقل ايران عدوى الوباء الى سوريا؟..

في تقص اولي في المشافي الحكومية، حصلنا على معلومات حول قيام ادارة هذه المشافي بعمليات تعقيم، ووجود اصابات تظهر عليها اعراض مشابهة لاعراض الكورونا ولكن الاطباء في هذه المشافي يناقشون ويجادلون بان هذه الاعراض قد تكون لانواع اخرى من الانفلونزا.. تتشابه مع اعراض الكورونا..!؟

طبعا نحن من خلال هذه المادة لا نريد ان نثير المخاوف، ولا ندعي باننا توصلنا الى معلومات تؤكد وجود اي اصابات، ولكن يمكن ان نقول بان عامل الخطر بانتقال الوباء الى سوريا موجود -خاصة وان سوريا الدولة الوحيدة تقريبا التي لم تمنع دخول الايرانيين الى اراضيها- وضعف الامكانيات في رصد حالات الاصابة بالمرض والتعامل معه ايضا موجودة..

وفي ظل هذا الواقع نعتقد  بان اتخاذ الاحتياطات الضرورية امر لازم ومحمود، ان كان من جانب الحكومة او من جانب الافراد..

 

ما يهم.. الا نتعامل باستهتار مع هذا الخطر الذي يحوم في المنطقة فلا نريد كما يقولون.. "فوق" ظروف "الموت" التي نعيشها "عصة القبر"..

 

سيريانيوز

تابعنا على تلغرام 
https://t.me/thesyrianews

 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close