تزاحم بين الدول على اكراد الجزيرة ..

الحقيقة ان في الجزيرة ثلاث فئات، القسم الكبير هو من الشباب الذين يطلب بدولة كردية في الجزيرة ..

في مطالعة جريدة المضحك المبكي في عددها 18 تشرين الثاني عام 1962 ، الفترة التي يطلق عليها عهد الانفصال ( انفصال سوريا عن مصر ) اجرت الصحيفة لقاءا قصيرا مع احد وزراء حكومة خالد العظم  التي كانت قد تشكلت كحكومة "انقاذ" في ايلول من ذات العام ، حول ما عرف بملف "الجزيرة" ( شمال شرق سوريا ) واطماع الاكراد في إقامة دولة هناك ..

 

"

وكان الاجتماع الثالث مع وزير التربية والتعليم الأستاذ رشاد برمدا وكان اجتماعا وديا لا تصنع فيه ولا تكلف.

..

- هل امنت الحكومة على الجزيرة بعد ان جاء وفد من الاكراد يؤكدون تأييدهم للجمهورية العربية السورية.

وهنا اخذ سيكارة من جيبه وراح يغبها بشدة، ثم التفت وقال.

- هؤلاء الذين جاؤا دمشق ما هم الا من الشيوخ الذين لا يعرفون شيئا عن هذا الموضوع، ولا يقدمون ولا يؤخرون، والحقيقة ان في الجزيرة ثلاث فئات، القسم الكبير هو من الشباب الذين يطلب بدولة كردية في الجزيرة، والقسم الثاني من الكراد الشيوعيين، والقسم الثالث هو من هؤلاء اليوخ الذين لا يقدمون ولا يؤخرون.

وقال، ان الروس يحاولون ان يجعلوا من الاكراد هنا دولة شيوعية، في حين ان الإنكليز والاميركان يدفعون الاتراك ليساعدوا الاكراد هناك حتى لا يجعلوا على الحدود المتاخمة لهم دولة شيوعية، وهكذا صار التزاحم بين هذه الدول على اكراد الجزيرة، واذا اضفنا الى ذلك قضية البترول عرفنا أي دافع يدفع هؤلاء لان يمدوا باصابعهم ويحركوا في تلك المنطقة..

ثم استطرد قائلا، ان القضية لا خطر مما يفكر الناس، انها تشبه الى حد بعيد قضية فلسطين وقضية الاسكندرون.

وهنا ساله مندوبنا، وهل ان الحكومة جادة في معالجة هذا الموضوع؟؟

 - قال له، كل الجد..

"

لنشرح قليلا عن الرسم الكاركاتيري الذي نشر في الجريدة في ذات العدد ، ويمثل منطقة الجزيرة الغنية بالنفط والقمح وسط البحر ، واسماك القرش تدور حولها ونلاحظ ان القرش يمثل في ذاك الزمن ، بريطانيا اميركا والاتحاد السوفيتي. ومن بعيد يقف على متن السفين رئيس الوزراء خالد العظم متفرجا.

سيريانيوز


صدرت مجلة المضحك المبكي في دمشق عام 1929، وهي مجلة سياسية كاريكاتورية اسبوعية من اشهر المطبوعات السياسية الساخرة في الوطن العربي ، ويمكن اعتبارها هي من اسس الكوميديا السياسيّة على الساحة السورية ( وربما العربية).

اصدرها الصحفي حبيب كحالة ( 1898 – 1965 ) وهو درس التجارة والاقتصاد في الجامعة الاميركية في بيروت.

أنشئ كحالة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي مطبعة حديثة بدمشق لطباعة المجلة، وكانت تقع في شارع الملك فؤاد الأول، استمرت هذه المجلة في الصدور إلى عام 1965 ، وقامت "الجهات المعنية" بإغلاق المجلة وإلغاء ترخيصها وذلك عام 1966.


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close