في 13 ايلول عام 1940 توفي امين الريحاني احد كبار ادباء عصر النهضة العربية والذي برز في ميادين الترحال والتأريخ والفلسفة والترجمة والأدب والرواية والشعر والنقد والرسم والصحافة والسياسة.
ولد امين الريحاني في 23 تشرين الثاني عام 1876 في بلدة الفريكة في قضاء المتن في جبل لبنان كان والده تاجر حرير ميسور الحال.
تلقى تعليمه في كتاب في قريته حيث تعلم مبادئ اللغة العربية والفرنسية وفي صيف 1888 عندما كان عمره 12 عاما سافر مع عمه عبده الريحاني إلى نيويورك حيث دخل المدرسة هناك وتعلم مبادئ اللغة الانكليزية ثم ترك المدرسة ليعمل محاسبا في متجر عمه في منهاتن.
في عام 1897 قرر الريحاني ان يلتحق بمعهد الحقوق في جامعة نيويورك الا انه لم ينه دراسته فيه بسبب سوء صحته فأشار عليه الطبيب ان يعود الى لبنان وبالفعل عاد في عام 1898 حيث عمل هناك مدرسا للغة الانكليزية للإنكليزية في مدرسة مار يوسف بقرنة شهوان وراح في نفس الوقت يحسن لغته العربية حتى اصبح يكتب المقالات في جريدة الاصلاح مهاجما الدولة العثمانية.
كما قام في تلك الفترة بقراءة الكثير من الشعر العربي، ولاسيما شعر أبي العلاء المعري الذي تأثر كثيرا بفلسفته حول الوجود والخلق والنفس، حيث سارع إلى ترجمة كتاب اللزوميات للمعري إلى الانكليزية بطريقة محكمة لفتت الانتباه ولاقت الاستحسان من قبل رواد نادي "الثريا" الأدبي الامريكي بنيويورك..
شجعه نجاح ترجمة اللزوميات على الكتابة باللغتين العربية والانكليزية واصبح من الشخصيات المرموقة في امريكا وبريطانيا واوروبا والبلاد العربية حيث اختير عام 1911 عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بدمشق وشارك عام 1918 في مؤتمر انعقد في واشنطن من أجل الحد من التسلح، وزار أوروبا عدة مرات حيث التقى في إحدى زياراته الفيلسوف (ولز) صاحب النظرية المستقبلية فجرى نقاش بينهما حول الشرق والغرب.
في عام 1922 قام الريحاني في رحلته الشهيرة، فزار الحجاز وقابل شريف مكة الحسين بن علي، وصنعاء حيث التقى إمامها يحيى حميد الدين، ونجد حيث اجتمع إلى سلطانها عبد العزيز بن سعود، والكويت فزار فيها شيخها أحمد الجابر آل الصباح، والبحرين وفيها اجتمع إلى شيخها أحمد بن عيسى، وأخيراً بغداد حيث قابل الملك فيصل الأول فكان نتاج هذه الرحلات عدداً كبيراً من كتب الرحلات والتاريخ بالعربية والإنكليزية.
اسهمت شهرة الريحاني في لقاء الرئيس الامريكي هربرت هوفر عام 1929 حيث ناقشا العلاقات العربية الامريكية كما اجتمع بأول رئيس حكومة بريطانية من حزب العمال رامزي ماكدونالد.
توفي الريحاني في بيروت إثر سقوطه عن دراجة اعتاد أن يركبها على طرقات الجبل حول بلدته الفريكة ودفن في بلدته وقد أقيم له تمثالا نصب في باحة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.
سيريانيوز