كيف نجا صاحب محاولة اغتيال "غورو" من الاعتقال والموت

هو بطل قصة محاولة اغتيال الجنرال غورو عندما قام بزيارة للقنيطرة وفي هذه المادة يروي المحرر حيثيات فرار احمد مريود وكيف تم التستر عليه وانقاذه من الاعتقال والموت.

قام أحمد مريود برفع العلم العربي على بلدية دمشق في 1918 عند إعلان استقلال سورية عن الدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى ، وهو بطل قصة محاولة اغتيال الجنرال غورو عندما قام الاخير بزيارة للقنيطرة وفي هذه المادة يروي المحرر حيثيات فرار مريود وكيف تم التستر عليه وانقاذه من الاعتقال والموت.

نشرت مجلة المضحك المبكي عن هذا الموضوع في عددها الصادر 4 تشرين الثاني عام 1962

صفحات من جهادنا الوطني

يكتبها أبو الهدى اليافي

أحمد مريود عندما اطلق النار على الجنرال غورو

دور مظهر رسلان الوطني في الدفاع عن أحمد مريود

هذه صفحات من جهادنا الوطني التي قل من يعرفها، ننشرها للقارئ الكريم لنظهر حقيقة ما قام به رجالاتنا الوطنيون في ميادين الجهاد، من اعمل ظلت مكتومة ومجهولة عند الجميع، فكان من الواجب نشرها ليظهر كل انسان بعمله والفرق بين الوطني المخلص والوطني الدعي، في هذا التاريخ الطويل.

فمن القصص التي مازالت مجهولة تفاصيلها، والتي لا يعرف الناس حقيقتها قصة الاعتداء على الجنرال غورو والتي كان بطلها الشهيد المجاهد احمد مريود والتي  لعب فيها المغفور له مظهر رسلان ( رئيس الحكومة في الاردن في ذاك الوقت ) دورا عظيما نبيلا عندما كان رئيسا لحكومة شرقي الأردن عام 1921 - 1922 وهذا تفصيلها!

بعد ان تم الاتفاق الافرنسي الإنكليزي الخاص في مؤتمر فرساي وتخلت الحكومة الافرنسية عن ولاية الموصل للعراق، واطلقت يد فرنسا في سوريا ولبنان، جاء الجنرال غورو مندوبا ساميا لسوريا ولبنان وقائدا عاما مطلق الصلاحية، وقام باحتلال سوريا، كما هو معلوم، وبعد حادثة ميسلون المعروفة..

وعلى اثر هذا ترك جميع المجاهدين والسياسيين سوريا ونزحوا الى فلسطين ومصر والأردن، وكان من جملتهم الشهيد أحمد مريود، فقد سكن هو ورفاقه في لواء اربد وعجلون، وظلوا هناك يتربصون الدوائر للاخذ بالثار حتى علم المرحوم احمد مريود، وهو في عمان، بزيارة الجنرال غورو للقنيطرة، فاغتنمها فرصة سانحة وجمع اخوانه ورفاقه، وقصد طريق قنيطرة-دمشق، حيث قبعوا في احدى المنعطفات بين سعسع والقنيطرة، ينتظرون مروره وليثأروا لبلادهم منه، وفي اثناء ذلك مرت بهم دورية من الدرك للمحافظة على الطريق بمناسبة مرور الجنرال ، فألقى أحمد مريود ورفاقه القبض عليهم وجردوهم من ملابسهم واسلحتهم وخيولهم وظلوا ينتظرون حتى مر الجنرال وكان برفقته المغفور له السيد حقي العظم، الذي كان حاكم دمشق، في سيارة واحدة فابتدؤوا بإطلاق الرصاص على السيارة، وكانت النتيجة ان قتل المرافق وجرح الجنرال وحقي العظم، وعاوا أدراجهم سالمين الى شرق الأردن.

الى هنا والقصة معروفة عند اكثر الناس، ولكن مما هو غير معروف، هو ذالك الدور الذي لعبه مظهر باشا ( رسلان ) في هذه القضية وهو يتلخص في انه عندما وقع هذا الحادث احتجت الحكومة الافرنسية لدى السلطات الإنكليزية على هذا الاعتداء الذي كان مصدره شرق الأردن فما كان من الجنرال بيك باشا ( رئيس الجيش الاردني ) الى ان اصدر أوامره لسرية من الجيش بقيادة الرئيس "عمر لطفي" بإلقاء القبض على أحمد مريود ورفاقه، وهو في طريقه الى عمان.

وأحس بذلك المغفور له القائد سعيد عمون ( ضابط في الجيش الاردني ) فابلغ المرحوم مظهر رسلان، بهذا الخبر ليلا وفي الحال استدعى مظهر باشا قائد الدرك عمان محمد علي العجلوني وطلب اليه ان يبلغ عمر لطفي ( قائد السرية المكلفة بالقبض على مريود )  العودة لعمان بدون ان يأتي بأية حركة ضد أحمد مريود، وإذا ابى أحمد لطفي الانصياع لهذا الامر، فقد طلب مظهر رسلان ( رئيس الحكومة )  من العجلوني ( قائد الدرك )  ان يرافق احمد مريود ورفاقه لكي لا يمكن "عمر لطفي" من القاء القبض عليهم.

وشاع أمر هذا الحادث في عمان وجرش فانضمت أهالي جرش وقراها لأحمد مريود، وكانت النتيجة ان قوة "عمر لطفي" عادت إلى عمان بخفي حنين ولم تستطع ان تلقي القبض على أحد.

وفي الصباح ذهب مظهر باشا إلى المقر الاميري وقدم استقالته بسبب انه لا يقبل ان يكون رئيس حكومة تحارب المجاهدين الوطنيين وتنكل بهم، لاسيما وأن أحد المطلوبين هو عضو من أعضاء الحكومة، باعتبار أنه مستشار العشائر.

أما الأمير ( عبد الله )  فقد اقسم انه لم يسمح بذلك الا بناء على قول بيك باشا ( قائد الجيش الاردني ) بأن أولئك المطلوبين هم من قطاع الطرق، وقد بقيت الحالة متوترة في عمان خوفا من ان يلقي الانجليز القبض على هؤلاء وظلوا بحراسة الضباط الوطنيين المجاهدين أمثال صبحي العمري، فؤاد سليم، محمود الهندي، وسعيد عمون ورفاقهم، وقد اغتنم الإنكليز اول فرصة فاخرجوهم من وظائفهم، وراح كل منهم يفتش على عمل في البلاد العربية الأخرى..

اعداد : سيريانيوز


صدرت مجلة المضحك المبكي في دمشق عام 1929، وهي مجلة سياسية كاريكاتورية اسبوعية من اشهر المطبوعات السياسية الساخرة في الوطن العربي ، ويمكن اعتبارها هي من اسس الكوميديا السياسيّة على الساحة السورية ( وربما العربية). اصدرها الصحفي حبيب كحالة ( 1898 – 1965 ) وهو درس التجارة والاقتصاد في الجامعة الاميركية في بيروت. أنشئ كحالة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي مطبعة حديثة بدمشق لطباعة المجلة، وكانت تقع في شارع الملك فؤاد الأول، استمرت هذه المجلة في الصدور إلى عام 1965 ، وقامت "الجهات المعنية" بإغلاق المجلة وإلغاء ترخيصها وذلك عام 1966.


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close