مدير سبب "طرشه" مشكلة اضحكت جميع من كان في "السرايا"

في الباب الثابت الذي يحتل دائما رأس الصفحة الثانية من الجريدة ، قصص من تاريخنا الهزلي ، يتم نشر مواضيع خفيفة فيها الشيء الكثير من الطرافة وبعض الغرابة التي تتناسب مع طبيعة الصحيفة الشعبية الساخرة.

في الباب الثابت الذي يحتل دائما رأس الصفحة الثانية من الجريدة ، قصص من تاريخنا الهزلي ، يتم نشر مواضيع خفيفة فيها الشيء الكثير من الطرافة وبعض الغرابة التي تتناسب مع طبيعة الصحيفة الشعبية الساخرة.

في هذا العدد الصادر في 16 كانون الاول 2019 يسرد المحرر قصة طريفة عن مدير سمعه ثقيل تسبب بارباك في مديريته بسبب هذه العلة لنتابع ...

مدير مالية حلب عندما اقفل الباب عليه من الداخل

كان راغب القدسي مديرا عاما لمالية حلب، وراغب القدسي ثقيل السمع جدا، كما هو معروف.

وصدف ذات يوم ان عرضت عليه قضية هامة تستوجب البحث الدقيق والهدوء التام، فدخل الى غرفته في السرايا وقفل الباب من الداخل حتى لا يزعجه احد بمراجعته، ولا يترك مجالا ليدخل عليه حتى للآذن..

وجلس وراء طاولته وانصب على درس تلك القضية الهامة التي الهته عن كل شيء، حتى انها انسته انه قفل الباب عليه من الداخل..

وشعر بحاجة الى فنجان قهوة فقرع الجرس ينادي الى الآذن، فاسرع هذا ليدخل عليه فوجد الباب مقفلا فأخذ ينقر على الباب من الخارج، ولكن المدير لم يسمع نقراته بالنظر لثقل سمعه، ولا سيما وقد نسي ان الباب مقفل من الداخل ثم عاد يهتم بدراسة الاوراق ونسي انه استدعى الآذن، وهكذا فقد بقي الآذن المسكين واقفا على الباب ينقر بكل لطف وليس من مجيب..

واضطر المدير اثناء دراسته هذه الاوراق الى مراجعة رئيس ديوانه، فقرع له الجرس المتصل رأسا به، فهب رئيس الديوان مسرعا لمقابلته، ودفع الباب فوجده مقفلا من الداخل فأخذ ينقر عليه ايضا بكل لطف ولكن ليس من مجيب. لأن المدير لم يكن يسمع تلك النقرات، ولانه نسي ايضا انه كان قد اقفل عليه الباب من الداخل.

ولما لم يحضر رئيس الديوان ظن انه متغيب عن السرايا، فراح يقرع بالجرس المتصل راسا بمفتش المالية الذي اسرع حالا نحو المدير، فوجد هناك الآذن ورئيس الديوان ينقران على باب المدير نقرات خفيفة بدون جواب، فوقف هو ايضا معهم ينتظر ان يفتح لهم الباب ليدخلوا جميعا.

ولما لم يحضر المفتش فقد ظن راغب بك انه متغيب ايضا عن السرايا، فقرع الجرس المتصل راسا برئيس المحاسبة، وهذا هب ايضا من وراء طاولته مسرعا الى غرفة المدير فوجد هناك الآذن ورئيس الديوان والمفتش المالي ينقرون على بابه بدون جدوى فاشترك هو معهم ايضا ووقف على الباب ينتظر ان يفتح الباب ويدخل مع الجماعة..

ولما لم يحضر احد اخذ المدير يقرع الجرس باستمرار لينادي الآذن، وكان هذا واقفا على الباب، فراح يشدد له نقراته من الخارج مع الواقفين معه، والمدير يقرع باستمرار.

واخيرا خشي المجتمعون ان يكون المدير اصيب بنوبة من ما فتسبق الآذن السطح ليفتح الباب من النافذة ويرى حقيقة الامر، الا ان راغب بك عندما وجد ان لا احد يجيبه هب مزعوجا غاضبا ليعلم اين هم الموظفون الذين ناداهم فلم يلبوا نداءة، وفتح الباب بكل شدة، ولكنه دهش عندما وجدهم جميعا، الآذن ورئيس الديوان والمفتش ورئيس المحاسبة كلهم قد لبوا طلبه، وانهم واقفون على الباب ينتظرون الاذن بالدخول عليه..

وعندها فطن راغب بك ان المسألة كان فيها سوء تفاهم سببها تقل سمعه فضحك واعتذر لهم وانتهي الاشكال.

اعداد : سيريانيوز


صدرت مجلة المضحك المبكي في دمشق عام 1929، وهي مجلة سياسية كاريكاتورية اسبوعية من اشهر المطبوعات السياسية الساخرة في الوطن العربي، ويمكن اعتبارها هي من اسس الكوميديا السياسيّة على الساحة السورية ( وربما العربية). اصدرها الصحفي حبيب كحالة ( 1898 – 1965 ) وهو درس التجارة والاقتصاد في الجامعة الاميركية في بيروت. أنشئ كحالة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي مطبعة حديثة بدمشق لطباعة المجلة، وكانت تقع في شارع الملك فؤاد الأول، استمرت هذه المجلة في الصدور إلى عام 1965 ، وقامت "الجهات المعنية" بإغلاق المجلة وإلغاء ترخيصها وذلك عام 1966

 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close