1962 .. لقاء اجرته كوليت خوري مع كمال جنبلاط  ولم تكن راضية عنه .. لماذا ؟

لم يكن اللقاء بين كوليت خوري الصحفية التي تنشر لقاءاتها في مجلة المضحك المبكي والزعيم كمال حنبلاط جيدا على ما يبدو .. وقد عبرت خوري عن حالة عدم الرضى هذه في اكثر من موقع في سرد تفاصيل اللقاء بشكل غير مباشر ..

لم يكن اللقاء بين كوليت خوري الصحفية التي تنشر لقاءاتها في مجلة المضحك المبكي والزعيم كمال حنبلاط جيدا على ما يبدو، فقد كان جنبلاط كما صورته خوري فظا وفوقيا املأ على الصحفية الشابة عبارات محددة دون السماح بالحصول على الاجوبة الشافية .. لنراجع هذا اللقاء بين كوليت خوري وكمال جنبلاط نشر في 4 تشرين الثاني 1962

 

حدثني كثيرا... حدثني طويلا... وبصراحة.

حدثني عن سورية... عن الوحدة بين مصر وسورية... بين مصر ولبنان. عن الحكومة الحالية في سورية وعن الحكم. عن مؤتمر شتورا... عن الكتاب الاسود والصحافة السورية. عن اسباب عرقلة دخول السوريين الى لبنان. عن الاشتراكية. عن السيد اكرم الحوراني. عن الانفصاليين. عن عبد الناصر. عن مواضيع كثيرة هامة.

وتطور الحديث الى نقاش. اذ اني نسيت دوري كصحفية وما تذكرت وانا استمع الى آراء الزعيم كمال جنبلاط الا انني سورية واحب سورية.

وبعد فترة طويلة من الوقت سألني – اين الاسئلة التي تريدين ان اجيب عليها؟

عحبت!

وقلت له انني عرفت كل ما اردت ان اعرف!

فقال ان حديثه معي كان وديا ومجرد نقاش وانه سوف يملي علي املاءا حرفيا اجوبة الاسئلة التي اريد لانه رجل مسؤول في الدولة ولو كان غير مسؤول لما اهتم للامر!

وابى الا ان يملي علي اجوبة مختصرة ما كنت قد سمعتها في الحديث الودي المطول.

وطبعا حديثنا الودي السابق انا نسيته او تناسيته فكي احتفظ بالود، انا مضطرة لان اتناسى حديثا وديا.

وكان هذا الحديث الكتابي المختصر.

 

- ما قصتك مع الصحافة السورية؟

ليس عندي قصة مع الصحافة السورية. لأنني لا أقرؤها!

وتابع:

اكتبي انه لا يتوفر لدي الوقت لقراءة حتى الصحف اللبنانية.

- السيد اكرم الحوراني يمثل الاشتراكية في سورية. فما اسباب خلافك معه وانت تمثل الاشتراكية في لبنان؟

لا يوجد خلاف شخصي بيني وبين السيد اكرم على ما اعلم!

هذا جوابي! اكتبي لا يوجد خلاف.

- كل عربي مؤمن يريد الوحدة الشاملة الصحيحة ويسعى لها. وانتم تريدون الوحدة بين سورية ومصر. هل ترغبون في أن تكون هذه الوحدة بين مصر ولبنان؟

قال: اكتبي:

نحن في لبنان في طور تحقيق المبادئ التالية:

أولا: الوحدة الوطنية الداخلية التي تعلمون ظروفها وملابساتها وقد قطعت هذه الوحدة شوطا كبيرا في عهد الرئيس شهاب.

وحين سألته ما هي هذه الوحدة الوطنية شرح لي انها وحدة الطوائف والطبقات الخ.

ثانيا: تعريب لبنان في مؤسساته السياسية والثقافية والاقتصادية وفي ذهنيته المسيطرة.

وشرط كل وحدة هي الارتباط بالمبادئ الاشتراكية التي تصهر بين الطبقات وتوحد الشعوب وتمهد للتعاون والاتحاد بين الدول.

قلت: هذا معناه انكم لا تريدون الوحدة مع مصر؟

اجاب: لقد امليت عليك جوابي!

وابى ان يزيد كلمة واحدة عن الوحدة في الشرح الكتابي.

- بما انك وزير الداخلية ما هي اسباب عرقلة دخول السوريين الى لبنان.

لا يوجد عرقلة دخول الى لبنان!

قلت: لكن كل سوري يعلم ان هناك عرقلة دخول الى لبنان. فهو مضطر لان يملأ فيشتين او ورقتين كاملتين ويحتفظ باحداها حتى خروجه من لبنان.

فأصر كمال بك:

لا يوجد اسباب عرقلة دخول! اكتبي: كل سوري يستطيع الدخول متى يشاء الى لبنان. يوجد الآن اكثر من 20 الف سوري يعملون هنا دون اجازة عمل وبكل طمأنينة. بينما اللبناني الذي يسعى الى العمل في سورية يشنرط منه الحصول على رخصة.

هنالك ربما تأخير على الحدود ناجم من قلة الموظفين وسنتلافى هذا النقص بزيادة عدد الموظفين.

وهذه التدابير التي اتخذت على الحدود هي في قصد احصاء الغرباء والاجانب الذين يدخلون الى لبنان والتمكن من مراقبة المشبوهين منهم!

- من هو مرشحكم لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟

لا يوجد عندنا مرشح!

- قال العميد ريمون ادة انك تتهم الاشخاص.. الناس دون ان تركز في اتهامك على ادلة.. على اثباتات.. ما رايك في رأيه؟

العميد ريمون من الاشخاص الذين يجب اتهامهم لانهم يساهمون عن حسن نية ودون قصد في هذه المؤامرات ولانه لا يريد ان يرى الحقيقة كما هي ويريد الدفاع دائما عن بعض الدوائر التي تشجع على هذه المؤامرات في بيروت؟

وودعت السيد كمال جنبلاط وخرجت من عنده احمل في يدي اجوبة مكتوبة انشرها على القراء.. وفي ذاكرني اجوبة محفورة قد يدلي بها هو بنفسه في يوم من الايام.

اعداد : سيريانيوز


صدرت مجلة المضحك المبكي في دمشق عام 1929، وهي مجلة سياسية كاريكاتورية اسبوعية من اشهر المطبوعات السياسية الساخرة في الوطن العربي ، ويمكن اعتبارها هي من اسس الكوميديا السياسيّة على الساحة السورية ( وربما العربية). اصدرها الصحفي حبيب كحالة ( 1898 – 1965 ) وهو درس التجارة والاقتصاد في الجامعة الاميركية في بيروت. أنشئ كحالة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي مطبعة حديثة بدمشق لطباعة المجلة، وكانت تقع في شارع الملك فؤاد الأول، استمرت هذه المجلة في الصدور إلى عام 1965 ، وقامت "الجهات المعنية" بإغلاق المجلة وإلغاء ترخيصها وذلك عام 1966


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close