رواية "الاجندة" لمؤلفها "ابراهيم كوكي" تستحق القراءة لعدة اسباب اهمها انها تمثل شهادة من شاب نشأ في بيئة مسجدية مشيخية دعوية وشهد كيف تطورت الامور خلال الـ 20 عاما الماضية ويروي لنا كيف ان "النظام" قام بالاستثمار في الحركات الاسلامية ليحقق اهدافه ..
والكاتب الذي يبلغ من العمر ال40 عاما عاش تجربة غنية بكل تفاصيلها منذ العام 2000 عندما كان في بداية عمر الشباب وانتقل من مرحلة التضيق على العمل الدعوي الى الانفتاح وفتح الابواب امامه بعد حرب العراق من قبل النظام السوري، انفتاحٌ يصفه الكاتب بانه طالما كان مريباً .
ويستمر في سرد تفاصيل بالتواريخ والاسماء الصريحة ( رغم انه ينوه – ربما من باب السخرية – ان كل ماورد في الرواية من وحي الخيال ) تطور الاحداث، ما يتعلق بالعراق ومن ثم حرب تموز الى حوادث المخيمات الفلسطينية في لبنان وصولا الى اغتيال الحريري وما تبعها من تفاصيل التحقيقات الجنائية والتطورات السياسية.
ليصل الى نقطة مفصلية ، الى حدث يقول عنه بانه اهم حدث في تاريخ سوريا الحديث – خلال 20 عاما مضت – وهي استعصاء سجن صيدنايا في العام 2008 والذي استمر 9 اشهر.
وخلال لقاء مع الكاتب يؤكد بان هذه التفاصيل الدقيقة حصل عليها من شهادات من الداخل ومن اشخاص اقرباء واصدقاء له وثّقوا تفاصيل هذا الحدث الذي فرد له جزءا كاملا من روايته التي اتت في جزئين من 1000 صفحة.
حسب رأي الكاتب ومن العناوين التي استخدمها للاحداث في سجن صيدنايا فان ما حدث هناك في السجن من "اسلمة" الاستعصاء واللعب على عاطفة المسلمين المتدينين لدفعهم للانتساب للحركات الموجودة داخل السجن التي تنوعت من التشدد للاعتدال ، هو نفسه ما تكرر في الثورة السورية .. وهو سبب رئيسي في فشل الحراك الشعبي في سوريا ..
يخلص الكاتب الى نتيجة مفادها .. بان النظام استثمر استثماراً كبيراً في الاسلاميين ، وان الاسلاميين الذين خرجوا من صيدنايا كان لهم دورا كبيرا في حرف الحراك الشعبي الذي بدأ في سوريا عام 2011 الى اماكن لم يكن مفروضا ان يصل اليها ..
يقول انه في لحظات "انسقنا" وراء الخطاب الاسلامي الذي لعب على وتر مهم بالنسبة للمكون المسلم المتدين في سوريا الذي خاطب العاطفة و"تأثرنا" به وكان لدينا اخطاء كبيرة ..
نضال معلوف
يمكن ان تتابع عرض مضمون الكتاب الذي يتضمن ايضا شهادات مصورة للكاتب على الرابط ..