ما هو مستقبل النفوذ الايراني في سوريا بعد بشار الاسد؟

اليوم استنفرت القوى السياسية ووسائل الاعلام المرتبطة بايران لتواجه مشروع مد خط  نفط من البصرة الى ميناء العقبة في الاردن.

اليوم استنفرت القوى السياسية ووسائل الاعلام المرتبطة بايران لتواجه مشروع مد خط  نفط من البصرة الى ميناء العقبة في الاردن.

 

المشروع لا يصب في مصلحة ايران فقد يشكل جزءا هاما من مشاكل العراق المالية وبالتالي يساعد على تعزيز الاستقرار السياسي والمالي في البلد.

فخط انبوب النفط في معظمه يقع خارج سيطرة ايران والمليشيات الايرانية وهذا يقوض من النفوذ الايراني الذي يلقي بظلاله الثقيلة على البلاد.

تتسبب ايران من خلال وجود مليشياتها المسلحة في كل من العراق ولبنان بذرائع متعددة واهمها تقوية محور المقاومة والممانعة في المنطقة الذي يضم بالاضافة الى ايران النظام السوري وحزب الله في لبنان بتقويض دعائم الدولة في البلدان الثلاث.

فبحجة المقاومة والتحرير يمتلك حزب الله اللبناني القدرة على تعطيل اي مشروع لا يتفق مع السياسيات الايرانية، وابعد لبنان عن محيطه وادخله في علاقات متوترة مع كثير من دول المنطقة.

وكما تعطل ايران مشروع خط البصرة العقبة، تعطل ايضا الحياة السياسية في العراق ومن خلال القوى السياسية التابعة لها ما زالت تعطل انتخاب رئيس الجمهورية وتعيين رئيس الوزراء بعد اجراء الانتخابات النيابية المبكرة في تشرين الاول الماضي.

فايران تريد ان تسيطر على المنصبين من خلال حلفائها في العراق، وعلى الاغلب تريد ان تعطل الحياة السياسية في البلاد وان تقودها الى فشل يشبه الفشل الذي نشهده اليوم في لبنان.

بات من الواضح ان سيطرة ايران لا تتجه لاقامة حكم حليف لها، بل دعم سلطات امر واقع قادرة على تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد وافشال كل الجهود لاقامة "الدولة".

كما كانت السبب في إلغاء البنك الدولي لعرضه بتمويل خط نقل الغاز العربي من مصر والكهرباء من لبنان، حيث ان البنك برر الرفض بانه يقوم بدراسة "الجدوى السياسية" وهذا يشير الى عدم ثقته في قيام حياة سياسية صحيحة في مستقبل لبنان القريب.

لا يختلف التواجد الايراني اليوم في سوريا عن تواجدها في العراق ولبنان، سوى ان لها تواجد اكبر وهذا التواجد متشعب اكثر، جغرافيا واجتماعيا.

إلقاء نظرة على النقاط العسكرية لايران وحزب الله والمليشيات التابعة لها يعطي فكرة واضحة عن هذا.

بالاضافة الى ان متابعة النشاطات الاجتماعية والثقافية والتعليمية يعطي دليلا قاطعا على ان السيطرة الايرانية تحفر باتجاه العمق بما لا يشبه سيطرة ونفوذ القوى الاخرى الموجودة اليوم.

تدرك ايران من خلال تجربتها في العراق ولبنان، بانه سيكون هناك قوى سياسية وعسكرية اخرى في سوريا بعد انهاء دور نظام الاسد، وتسعى لكي توجد لها كيانات وتكسب ولاءات يمكنها من لعب ذات الدور الذي تلعبه في العراق ولبنان في سوريا.

دور التعطيل ومنع اقامة الدولة، وتغول المليشيا والعصابات وتقوية هذا الدور في مواجهة الشرعية والمؤسسات.

ايران تقوم بترسيخ تواجدها في سوريا لتصبح لاعبا اساسيا بعد رحيل الاسد، لاعبا قادرا على افشال كل الجهود لبناء دولة حقيقية تعود على سكانها بالاستقرار والامان والرفاه.

 

فهرس المواضيع:

00:00 النفوذ الايراني المعطل في العراق ولبنان

06:00 ايران حليفة الاسد ام تنظر الى ما بعد مرحلة حكمه؟

09:20 الاسد ورمضان والعصافير تزقزق

11:50 قرار يزعزع الثقة في المصارف السورية

15:30 على ماذا يعتمد النظام على تفاؤله في المستقبل؟


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close