اعادة النشاط الاقتصادي.. مع استمرار منع النقل الجماعي.. كيف يصل الموظفون الى اعمالهم؟

من الشائع اليوم ان تجد "تكسي" قادم من احدى الضواحي ومحشور فيه 6 ركاب بالاضافة الى السائق لان وسائل النقل العام محظورة بسبب فيروس كورونا.. فلا يحصل هؤلاء على الحماية المرجوة ويدفعون فوقها أجرة النقل الى اعمالهم مضروبة بخمسة اضعاف..

من الشائع اليوم ان تجد "تكسي" قادم من احدى الضواحي ومحشور فيه 6 ركاب بالاضافة الى السائق لان وسائل النقل العام محظورة بسبب فيروس كورونا.. فلا يحصل هؤلاء على الحماية المرجوة ويدفعون فوقها أجرة النقل الى اعمالهم مضروبة بخمسة اضعاف..

فقد سمحت الحكومة السورية لمعظم النشاطات الاقتصادية بالعودة للعمل، وكذلك بدأت الجهات العامة باعادة موظفيها ليكونوا في مواقعهم المختلفة تدريجيا حتى نهاية الشهر الجاري، واصبح لزاما على مئات الالاف من العاملين في القطاع العام والخاص الانتقال الى امكن عملهم من الاحياء المجاورة لمراكز المدن او قادمين من الضواحي.

شكاوي كثيرة وردت الى سيريانيوز حول ارتفاع تكاليف النقل في ظل استمرار حظر وسائل النقل الجماعي، حيث يضطر الموظف ليتفق مع اخرين من ذات المنطقة للتعاقد مع "تكسي" للذهاب والعودة الى ومن العمل، وهذا قد يكلف في بعض الاحيان (سكان الضواحي خاصة) حوالي 2000 ليرة سورية يوميا.. فيما باستخدام وسائل النقل العام تكون التكلفة 200 ليرة سوريا فقط.

ومع الاخذ بعين الاعتبار ان متوسط الرواتب والاجور اليوم في سوريا لا يتجاوز 60 الف ليرة سورية، فان الملتزم بالدوام  سيصرف اجر اليوم كاملا فقط في عملية التنقل.

وفي ظل عدم تخصيص تعويض للنقل من قبل مؤسسات وجهات القطاع العام، ورفض معظم ارباب عمل القطاع الخاص صرف مبالغ اضافية لتغطية هذه النفقة اصبح عمل معظم هذه الفئات غير مجد وهدر للوقت والجهد بدون الحصول على اي مقابل يذكر.

ليس هذا فقط، فان انحشار 5 او 6 ركاب في "تكسي" واحد له نتائج عكسية بما يخص قضية الوقاية من الاصابة بفيروس كورونا، المبرر الذي على اساسه اتخذ قرار توقيف وسائل النقل الجماعي.

يقول محمد (34 عاما) وهو عامل يأتي في كل يوم من ضاحية قدسيا الى دائرة رسمية في وسط دمشق، "لو استمر تسيير وسائل النقل الجماعي مع تخفيض عدد الركاب في كل نقلة بحيث لا تكون هذه الوسيلة مزدحمة حتى ولو دفعنا ضعف السعر سيبقى هذا الحل صحيا واقتصاديا وافضل بكثير من تقطع السبل بنا في كل يوم في مشوار الذهاب والعودة"..

وهو بالفعل امر اتبعته معظم دول العالم، بحيث ابقت على وسائل النقل العامة ولكنها خفضت من السعة الاستيعابية المسموحة لهذه الوسائل بحيث الغت مثلا الجلوس في مقعدين متجاورين، زادت عدد الرحلات وضاعفت من اجراءات التعقيم.. الخ.

ولكنها لم تضع المواطنين عندها في معادلة مستحيلة.. معادلة تقول اذهبوا الى اعمالكم.. ولكن المواصلات مقطوعة!

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close