وأفادت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية, أن الأطباء تمكنوا من استخدام الجلد الصناعي لتغطية 9 أقدام مربعة من جسم الطفل حسن، الذي لم يُصرح عن اسمه الكامل ويعيش في ألمانيا.
وأضافت الصحيفة, أن الطفل كان معرضا لخطر الوفاة جراء معاناته من مرض جلدي وراثي يُعرف باسم "الفراشة" أو "انحلال البشرة الفقاعي" (JEB)، ما يجعل بشرة الإنسان حساسة مثل أجنحة الحشرات، ومن المرجح أن يكون معرضا للتقشر بمجرد لمسه.
ومن جهتهم, قال الأطباء أنه " الآن، وبعد مرور عامين على الجراحة، يعيش الطفل حياة طبيعية مع قدرته على ممارسة الرياضة".
وأصيب حسن بعدوى بكتيرية جعلته يفقد الجلد على أكثر من ثلثي جسده، لذا أُرسل إلى مستشفى الأطفال الألماني بجامعة Ruhr.
بدوره, قال توبياس روثويفت، وهو طبيب في المستشفى، أن الطفل كان يعاني من ألم شديد، كما واجه الأطباء الكثير من المتاعب لإبقائه على قيد الحياة.
وفي محاولة أخيرة لمساعدة الطفل، اتصل الأطباء مع مدير مركز الطب التجديدي بجامعة مودينا وReggio Emilia في إيطاليا، ميشيل دي لوكا، الذي شارك من قبل في مشروع زراعة جلد على الساقين، ولكنه لم يواجه مشكلة بهذا الحجم سابقا.
وأخذ فريق الدكتور ميشيل بداية خلايا جلدية من جسد الصبي، بما في ذلك بعض الخلايا الجذعية، التي لديها القدرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الجلد والحفاظ على النمو.
وتم تعديل الخلايا الجذعية والجلدية وزراعتها في المختبر، حتى أصبح بالإمكان استخدامها لينمو الجلد على جسم الطفل من جديد، حيث ظل حسن في المستشفى لأكثر من 8 أشهر، وهو الآن بصحة جيدة.
وتُظهر الدراسة أن عددا قليلا فقط من الخلايا الجذعية يمكن أن تنمو وتحافظ على الجلد لفترة طويلة, ويأمل الباحثون في إجراء المزيد من التجارب السريرية للعلاج.
ويشار إلى أن الأشخاص المصابين بـ JEB، لديهم طفرة جينية واضطرابات وراثية تصيب النسيج الضام، وتسبب ظهور بثور في الجلد والأغشية المخاطية وذلك بسبب نقص الروابط الدقيقة بين طبقتي البشرة والأدمة، ما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
ويعاني من هذه الحالة المرضية التي تُعرف بـ " JEB " نحو 500 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
ويذكر أنه ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الأطباء الهندسة الوراثية لإنماء طبقات جلد جديدة، ولكن المحاولات السابقة لم تحقق الهدف المرجو.
سيريانيوز