ملف جدا هام ويتعلق به مصير ملايين السوريين النازحين في المخيمات، ومنهم لم يحظ الى اليوم بخيمة فما زال يعيش على جانب الطريق بين الاشجار..
والموضوع يتعلق بقرار يمكن معه ان يتم اغلاق اخر معبر تمر به المساعدات الانسانية الاممية الى شمال سوريا.
وهنا يجب ان نستعرض بعض الارقام..
شاهد التقرير مصور .. اضغط هنا
2.7 مليون نازح منهم 1.6 مليون منتشرون في اكثر من 1300 مخيم وموقع غير رسمي، لا توجد مرافق صحية او مدارس.. او اي من المرافق الضرورية.. ( شاهد )
هؤلاء لكي يبقوا على قيد الحياة تدخل من معبر باب الهوى اكثر من 10 الاف شاحنة مساعدات سنويا من الامم المتحدة وشركائها.
روسيا تريد اغلاق هذا المعبر، و فتح معابر بديلة من مناطق النظام.
تسطيع روسيا ان تفعل ذلك لان تمديد القرار بفتح المعبر يحتاج قرار من مجلس الامن ويمكن لروسيا ان تستخدم الفيتو.
وتريد روسيا ان تكسب ورقة تفاوض جديدة في الملف السوري، وان تصبح لقمة عيش سكان الشمال في يدها.
مرور المساعدات من خلال دمشق الى الشمال هو امر ليس في يد النظام على اية حال، عموما القرار السياسي والعسكري لروسيا اليوم وهي التي تسيطر لوجستيا بشكل اساسي على خط سير المساعدات اذا حصل وتحولت المساعدات من الشمال عبر تركيا الى الجنوب عبر دمشق.
الورقة الان قيد التجاذبات والمفاوضات.. واعتقد بان روسيا ستحاول جاهدة على تجميد كافة الملفات بما فيها موضوع الحل السياسي الى تموز موعد تجديد القرار وتكون قد مررت ايضا ورقة اخرى بالتجديد للرئيس الاسد لولاية جديدة وفرضه رئيسا لسبع سنوات اخرى بلغة الامر الواقع.
روسيا ان حصلت على هذه الورقة (ورقة المساعدات) ستستخدمها لتحصل على مكاسب من الجميع، بالاضافة الى الضغط على النظام ليقبل بما تقرره ويخدم مصالحها في كل القطاعات الاقتصادية والعسكرية والسياسية..
مع الاسف هكذا هي الامور اليوم..
والمفارقة ان مجلس الامن لا يعقد ولا يناقش الا موضوع المساعدات الانسانية.. اما التحركات العسكرية والتجارية.. "معلش" تمر.. لا احد يتكلم بها.
قوافل اليات عسكرية وتجهيزات تركيا تدخل الى الشمال.. قوافل واليات وامدادات وتجهيزات داخلة في الشرق لصالح الولايات المتحدة ونفط وقمح ومواسم تسرق بكاملها لتمويل العمليات هناك.. مليشيات ايران احتلت مدن كاملة البوكمال الميادين.. سيطرت على القرار في السويداء ودرعا.. لا مشكلة كله "يمر" ومجلس الامن صم بكم لا علاقة له.. فقط يتدخل في لقمة عيش الضحايا.. ويترك الباب مفتوحا بشكل واسع للبازار فيها..
نضال معلوف