أثبت فريق علمي دولي اكتشاف صحة نظرية موجات الجاذبية في الكون التي تحدث عنها العالم ألبرت آينشتاين، بعد 100 عام من اعلانها, وذلك باكتشاف وصفه "بالمذهل", في سعيه للحصول على فهم كامل للجاذبية.
وقال الفريق الدولي, في تقرير له, إن "الاستشعار بوجود موجات الجاذبية هذه تؤذن ببدء حقبة جديدة في علم الفلك، وتعد تتويجا لعقود عديدة من البحث والاستقصاء، وقد توفر في نهاية المطاف فرصة لمعرفة ما الذي حصل في "الانفجار الكبير" الذي افضى الى خلق الكون".
واضاف الفريق إنهم "رصدوا موجات الجاذبية الآتية من ثقبين أسودين بعيدين كانا يدوران بعضهما حول بعض، وقد أخذا يتقاربان في مسار حلزوني حتى ارتطما معا", مينا ان "الموجات هي نتاج التصادم بين الثقبين الأسودين اللذين تبلغ كتلتهما نحو 30 مرة مثل كتلة الشمس، ويبعدان 1.3 مليار سنة ضوئية عن الأرض.
وتمكن مرصدان تابعان لـ LIGO في الولايات المتحدة من رصد اصطدام الثقبين الاسودين، وهو حدث ادى الى انبعاث طاقة جاذبية تعادل 3 اضعاف كتلة الشمس.
وقال البروفيسور دافيد رايتز، المدير التنفيذي لمشروع LIGO، للصحفيين في واشنطن "لقد تمكنا من اكتشاف موجات الجاذبية. هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها الكون الينا من خلال هذه الموجات، فقد كنا الى هذه اللحظة صم."
وبحسب ما أعلن في المؤتمر الذي عقد يوم الخميس أن هذا الإكتشاف تم باستخدام تقنية "مرصد ليزر موجات الجاذبية التداخلي"، الذي يعرف اختصارا بـ "LIGO ليجو".
وتأتي أهمية هذا الكشف العلمي كون موجات الجاذبية قد تجيب عن أسئلة لحظة وجود الكون، إذ إن الفلكيين يرجعون في الزمان، كما يرجعون في المكان، ولرؤية شيء عمره 13 مليار سنة ضوئية، فهم يلتقطون الضوء الذي بدأ رحلته قبل هذه المدة فبات بالإمكان رصد موجات الجاذبية الموجودة منذ البدء، وبإمكانية رصدها يمكن الرجوع للحظة وجود الكون، وهو ما يسميه العلماء "الانفجار العظيم".
وتنبا العالم الألماني آينشتاين في 1916 بوجود موجات الجاذبية كإحدى نتائج نظرية النسبية العامة التي وضعها، والتي وصفت الجاذبية كتشوه في نسيج المكان والزمان نتج عن وجود المادة، لكن لم يعثر العلماء قبل الآن سوى على أدلة غير مباشرة على وجودها.
سيريانيوز