القصص القاسية للعنف ضد المرأة لا تؤذي من عايشها فقط

صورة تعبيرية

18.03.2016 | 11:46

رِماح تعمل معالجة نفسية منذ سبع سنوات, وسمعت خلال هذه الفترة من الناجيات من العنف الجنسي  قصصاً مرعبة و اختبرت تجربة "نقل الصدمة ممن عايشها الى الشخص الذي يستمع لها"

و بالنسبة  لرِماح (48 عاماً) فإن "المعالجين النفسيين للناجيات من العنف الجنسي, يقعون تحت ضغط نفسي, فعلى الرغم من أنهم يعملون لمعالجة الصدمات  الناجمة عن الاعتداء الجنسي الا ان عملهم بحد ذاته يؤثر على حياتهم, ويجعل المعالج نفسه يحتاج للدعم في بعض الأحيان"

تتحدث رماح عن علمها كمعالجة نفسية في الصليب الأحمر الدولي في سوريا عام 2008 " بداية سماعي للقصص القاسية كانت من لاجئات عراقيات كنّ ضحايا للعنف والتحرش الجنسي حصل في بلدهن"  و "كنت شديدة التأثر بكل قصة أسمعها, وللوهلة الأولى كنت أشعر أنها خرافات و أن منفذي الاعتداءات أشخاص غير موجودين"

تضيف رماح "في تلك الفترة أصبحت عصبية وشديدة الحساسية, و لم أتمكن من التواصل مع عائلتي في بعض الحالات, و عانيت من اضطرابات الطعام و النوم و الكوابيس, و أحياناً أبكي بدون سبب واضح, و تحولت من معالجة نفسية الى شخص يحتاج هذا النوع من العلاج"

مع مرور الزمن و خضوعها لتدريب متواصل تعلمت رماح أن تضع حاجزاً بين القصص التي تسمعها خلال عملها  وحياتها الشخصية ومنزلها, "تعلمت أن أتعامل مع الناجية من العنف الجنسي كحالة يجب أن أساعدها وليس أن أتاثر بها"

خلال النزاع الجاري في سوريا منذ 2011  اضطرت رماح لترك سوريا الى تركيا و عملت كمعالجة نفسية لللاجئين من بلدها, واختلفت عليها طبيعة العمل, وتبرر ذلك بأن قصص العنف الجنسي تتعلق في بعض الحالات بأشخاص تعرفهم, سواءا ً كانوا من ضحايا أم من المعتدين.

القصة الأكثر تأثيراً عليها روتها لها احدى الناجيات من الاغتصاب من قبل موظف يعمل في منظمة اغاثة انسانية في مدينة غازي عنتاب التركية, واستغل الموظف حاجة السيدة لحليب لطفلها  طفلها ذو 15 شهراً  لكي يستدرجها ويغتصبها تحت تهديد السلاح, في الوقت الذي كان زوجها معتقلاً.

وخلال الجلسة الأولى للعلاج النفسي التي أجرتها رماح مع السيدة تبين لها أن المعتدي كانت تعرفه, و تقول رماح أن "الموظف الذي هرب بفعلته كان قد طلب منها سابقاً أسماء وعناوين لعائلات بحاجة للمساعدة ليأمن متطلباتها ويساعدها"

وتضيف أن "السيدة الناجية كانت منهارة تماما في الجلسة الأولى  للعلاج, و تحسنت خلال الجلسات اللاحقة إلا أنها بقيت خائفة من أن يعلم زوجها بالاغتصاب الذي تعرضت له".

اليوم رماح تتابع عملها نفسه في أحد مخيمات اللجوء في ألمانيا, حيث أن الظروف اجبرتها على اللجوء إلى هناك حيث توجد عائلتها.

و على الرغم من أنها لم تواجه في ألمانيا حالة تعرضت لاعتداءات جنسية خطيرة, الا أنها مازالت تتعامل مع حالات عنف أسري بين اللاجئين. و احدى العائلات القادمة من ريف حلب اختار الزوج أن يعود الى تركيا مع زوجته التي كانت يضربها ويمنع بناته من الذهاب الى دورات اللغة الألمانية.

"لم تفلح محاولاتي في اقناع الزوجة بعدم الرجوع مع الزوج الذي قال عبارة صادمة لنا بأنه اذا ترك زوجته هنا سيمشي حافيا لأنها حذائه" هذا النموذج من العائلات من الصعب أن يندمج في بلد مثل ألمانيا بحسب رأيها.

التجارب و القصص التي تسمعها رماح من تعرضوا للعنف الجسدي أو الجنسي تجعلها اليوم  أقوى و "متحيزة أكثر للمرأة" و لا تنكر في ذات الوقت وجود رجال مؤثرين يدفعون بناتهم و زوجاتهم للعلم والعمل لاثبات الذات. وترى رماح أن "شخصيتها كما المرأة السورية  قد تغيرا الى الأبد"

و تأمل أن تعود الى تركيا في الصيف المقبل لتقف الى جانب الناجيات السابقات واللواتي تأسف كثيرا أنها اضطرت الى فراقهم.


RELATED NEWS
    -

Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved