سيدة سورية لديها عائلة مكونة من طفلين و في رحمها جنين عانت داخل المعتقل و أجهضت جنينها في شهرها الخامس .
في الحروب ظاهرة العنف الجنسي تستخدم كوسيلة من وسائل الحرب و خلال سنوات الحرب السورية المستمرة استخدم هذا النوع من الوسائل بشكل واضح بحق الضحايا من المعتقلين نساءاً و رجالاً و أطفالاً و قد قام أكثر من طرف من أطراف النزاع باستخدام الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح إذلال و إجبار على الاعتراف.
تقول "سارة ليا واتسون"، مديرة منطقة الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" : "العنف الجنسي أثناء الاعتقال هو أحد الأسلحة الرهيبة في ترسانات التعذيب. ويتم استخدامها بانتظام لإهانة المحتجزين وإذلالهم مع الإفلات التام من العقاب".
هبة أحد ضحايا التعنيف الجنسي بدأت قصة هبة عام 2012 عند خروجها من حمص متوجهة لدمشق ، حيث اعتقلت على الهوية كونها من بابا عمرو إحدى أوائل المدن الثائرة على النظام السوري لتعانى كما عانى أكثر سكان هذا الحي خلال سنوات الحرب السورية من مضايقات و اعتقالات عشوائية بمجرد تواجد اسم الحي على الهوية، دون أن يشفع لها أطفالها و حملها لجنين داخل رحمها.
تقول هبة الأم لطفلين :
" بعد خروجي من حمص باتجاه دمشق أوقفنا حاجز في دمشق و قام بتفتيشنا و الكشف عن أسمائنا و من ثم تم توقيفي و عند محاولة زوجي الاستفسار عن الأسباب قام عناصر الحاجز بشتمه و طلبوا منه التوقف بعيداً مع الطفلين و عدم التدخل"
أغلب اعتقالات النساء تتم لاتهامات و أسباب غير مرتبطة بالنساء أنفسهم فمن الممكن أن يتم اعتقال زوجة أو والدة أو أخت أي شخص مطلوب لدى السلطات الأمنية كرهينة في سبيل الضغط عليه لتسليم نفسه.
تقول السيدة هبة : بعد أن تم اعتقالي، قاموا خلال التحقيق بتعذيبي و ضربي على بطني رغم معرفتهم بأني حامل، ثم سألوني عن أختي الناشطة في الثورة السورية فأنكرت أني أعرف أي شيء عنها رغم أني كنت خلال تواجدي في حمص أقيم في منزلها، و أخبروني أنني لن أخرج من الاعتقال حتى تسلم أختي نفسها"
في الاعتقال عاشت هبة أحداث صعبة لقد قاموا بضربها و تعذيبها و نزفت كميات كبيرة من الدماء، تقول هبة :
"حاول أصدقائي بالسجن مساعدتي و أخبروا العناصر بأنني حامل و أنزف و أنني إن لم أتلقى مساعدة طبية سوف أجهض فقام العناصر بضربي بشكل أكبر متعمدين ذلك، حتى فقدت الوعي لأفاجئ بعد أن استيقظت بأنني قد أجهضت الجنين".
أجهضت هبة جنينها بعد معاناة مع الألم وصلت لمرحلة الموت، حزنت على طفلها لكنها في نفس الوقت قالت: "الحمد الله أنني أجهضت مشان ما يغتصبوني".
تروي هبة بأن العديد من النساء اغتصبن من قبل السجانين، كانت أصوات المغتصبات تصل لمسامع بقية المعتقلات، و كان السجان يهددهن بأن هذا مصير الجميع.
قصة اعتقال هبة واحدة من القصص التي تتعرض لها المرأة السورية، نتيجة الأحداث التي تشهدها سوريا، تواجه النساء شتى أصناف التعذيب أسوة بالرجال حتى أن هناك عشرات منهن قضين تحت التعذيب، وتعاني النساء المعتقلات من ظروف اعتقال سيئة من حيث الخدمات والمساعدات والزيارات والرعاية الصحية، إضافة لوجود حالات كثيرة من اعتقال نساء وهن في حالة الحمل.
في تقرير صادر بآذار من العام الماضي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" و هي هي منظمة حقوقية، مستقلة، غير حكومية وغير ربحية تهدف بشكل رئيس إلى توثيق الانتهاكات التي تحصل في سورية أن أكثر من 15 ألف امرأة سورية، قتلن جراء الصراع الدائر في سوريا منذ سنوات.
"تعرضت ما لا يقل عن 6500 امرأة لتجربة الاحتجاز لدى الحكومة السورية، مازال قرابة 2500 منهن قيد الاحتجاز أو الاختفاء، فيما قتلت منهن 32 امرأة بسبب ظروف التعذيب"، وأوضح أن "تنظيم داعش اعتقل قرابة 486 سيدة، واحتجزت فصائل مسلحة مختلفة ما لا يقل عن 580 امرأة، مات منهن 3 بسبب ظروف الاعتقال والتعذيب".
"تعرض عدد من الناشطات للاعتقال، والتعذيب، والعنف الجنسي، والتضييق في الحركة خوفاً من الاعتداء، فضلا عن الالتزام بلباس معين في مناطق سيطرة تنظيم داعش،و القوات الحكومية ارتكبت ما لايقل عن 7500 حادثة عنف جنسي، بينهن قرابة 850 حادثة حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وأيضاً بينهن ما لايقل عن 400 حالة عنف جنسي لفتيات هن دون سن الـ 18".
ما لا يقل عن 2.1 مليون امرأة قد أصبحت لاجئة، تعاني أغلبهن من صعوبات هائلة، ويعد العنف الجنسي السبب الرئيس وراء هروب أغلبهن.