النظرية الوحيدة التي تفسر سلوك النظام السوري؟

14.02.2022 | 22:55

يبدو النظام غير مكترث، اكثر من المعتاد، لم يعد يكترث الى تحقيق الحد الادنى من مصالح الاخر، واقول الاخر لانه بالفعل اليوم يتصرف كطرف ند للمجتمع بكل شرائحه..

رغم كل النداءات والاستغاثات تابع في عملية رفع الدعم بشكل متسارع ومستفز وغير آبه بعذابات الناس ومعاناتهم.

 

ويسير في موضوع الجباية التي تصل الى ممارسات يمكن ان نطلق عليها ونحن مرتاحو البال اسم "السلبطة" مثل قرار البيوع الاخير الذي فرض ان تسدد نسبة 15% من قيمة العقارات عبر الحسابات المصرفية..

وكذلك السيارات عند بيعها يجب تسديد من 3 مليون الى 20 مليون حسب سنة الصنع عبر المصارف وتجميد مبلغ 500 الف ليرة سورية لمدة ثلاثة اشهر "على الاقل" والحقيقة لم افهم تعبير على الاقل هنا ماذا تعني؟

ويصبح هذا الاجراء مضرا لمصالح البائع لان حركة سحوبات الليرة السورية مقيدة ولا احد يمكن ان يتكهن فيما اذا كانت ستخضع الى مزيد من التقييد مستقبلا مع تدهور الوضع المالي "للدولة" واصرارها على تثبيت سعر صرف الليرة السورية من خلال مثل هذه الاجراءات، وخطر التضخم الذي قد يقضي على كتلة كبيرة من الاموال في حال فشلت السياسات الحكومية في عمليات التثبيت هذه..

ولم تكتف الحكومة برفع الدعم بشكل عشوائي وفوضوي كما تبين، بحيث اصبحت نسبة كبيرة من المواطنين خارج هذه العملية، انما ايضا تتعمد اتباع سياسات التعجيز والمماطلة والخداع للتنصل من تقديم الدعم لمستحقيه بحسب فرز الحكومة ذاته.

وهي ستستمر في مثل هذه الممارسات حتى ترفع الدعم عن كل المواطنين بالتدريج كما ذكرنا في اكثر من مرة، برأيي العملية عملية وقت لا اكثر..

ايضا تستمر في رفع حوامل الطاقة في كل القطاعات، وقامت بشكل مفاجئ برفع سعر الفيول الذي يباع للصناعيين بنسبة اكثر من 100% ولم تلتفت الى شكوى الصناعيين المتصاعدة والخطر الذي يتهدد اعمالهم بالاغلاق.. ولا الى موجة ارتفاع الاسعار التي ستتبع مثل هذه القرارات وتأثيرها على الوضع المعيشي المتدهور اصلا للمواطنين.

ويتزايد الغضب في الشارع، الذي ينعكس بمظاهر عدة رغم القمع والكبت، احتجاجات السويداء، انتقادات تتجاوز الخطوط الحمراء ويدفع اصحابها ثمناً باهظا من خلال الاعتقال والاخفاء.. مثلما حدث مع كنان وقاف ولاحقا مع يونس سليمان من طرطوس..

ونعود للسؤال الاساسي.. لماذا لا يأبه النظام بشيء، لماذا لا ينظر بجدية الى تفكك الحاضنة وحالة العداء التي تتنامى مع الشعب، او ما تبقى من الشعب الذي ناصره وامن به وتحمل كل شيء من اجله..

لا يوجد الا احتمال واحد.. تكلمت به سابقا، وساعيد عليكم ماذا اعتقد، اعتقد بان النظام يعرف يقينا بانه انتهى وانه يتلاشى، وان القضية اليوم بالنسبة له كم سيبقى في الحكم المتهالك من سنوات اضافية وكم سيجني خلال هذه السنوات من اموال.. فقط لا غير..

اما البلاد فهي ستنهار رويدا رويدا وتخبو القدرات ويتنشر العوز والفقر وتنتشر معه اعمال الخطف والسرقة..

لا يمر يوم في الاشهر الماضية الا وترد اخبار عن سرقة موجودات الدولة، من اسلاك ومحولات وبطاريات.. تتسبب في قطع الخدمات الاساسية عن مناطق واسعة.. وسيدور السكان في هذه الدائرة الجهنمية.. سرقات ونهب.. وعجز وتراجع.. الى ان يحين الاوان وتنزل رحمة الله علينا..

 

قناة نضال معلوف

 

 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved