نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبراً عن رصد فرق انقاذ تابعة للبحرية الإيطالية عبر رادارتها إشارات تبعد 12 ميلاً عن السواحل الليبية، لتظهر فيما بعد أنها لقوارب و طوافات محملة بأعداد كبيرة من المهاجرين في مشهد يذكر بتجارة الرقيق.
و أضافت الصحيفة أن "مئات من المهاجرين الأفارقة حشروا في سفن متوجهة الى إيطاليا , أكثر من 20 شخصاً ماتوا اختناقاً في قارب واحد فقط , أما القوارب الأخرى,فكانت الجثث مكومة على ارضيتها فيما اضطر الناجون على الجلوس على جثث رفاقهم".
ووفقاً للصحيفة, فإن آريس ميسينس مصور وكالة فرانس برس عبر بالقول أنه "لم يسبق و ان شاهد منظرا كهذا في حياته".
وعثر على اللاجئين, الذين ينحدرون من اريتريا واثيوبيا والصومال ونيجيريا وبلدان أخرى جنوب الصحراء, يوم الثلاثاء , في وسط البحر, أكثر من 11000 تم انقاذهم في البحر المتوسط من مجموعات المساعدة و خفر السواحل الإيطالي, وفقا للصحيفة.
و أوضحت أن "القارب الذي من الفترض ان يتسع لألف شخص تم تعبئته بخمسة اضعاف استطاعته مما اضطره للتوقف في منتصف البحر و استجداء المساعدة , مما حدا ببعض المسافرين للقفز في المياه و على الرغم من ارتدائهم سترات نجاة, الا أن ذلك لم يساعدهم في الوصول الى سفن الإنقاذ , لكن فيما بعد تم نقلهم الى السواحل الإيطالية".
و بحسب الصحيفة, فإن حالة من الفوضى سادت الأجواء خلال عملية الإنقاذ على الرغم من جهود الطواقم.
وقال المصور ميسنيس " هؤلاء الناس في حالة ذعر " إضافة الى أن قوارب المهاجرين لم تخل من الرضع، على متن قارب واحد فقط يضم 150 مهاجراً , تم العثور على 29 جثة 19 من النساء و 10 من الرجال و تم اخبارهم بأنهم ماتوا من الليلة الماضية .
ووصف مسؤولو الهجرة وفرق الانقاذ في أوروبا طريق المهاجرين من شمال أفريقيا بانه "لا يزال هو الأكثر دموية".
وأشار الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة الى انه " تم انتشال 38 جثة على الاقل لمهاجرين من قبل فرق إنقاذ في البحر الأبيض المتوسط الاثنين والثلاثاء".
وكان ميسينس (39 عاما) المصور الفوتوغرافي غطى النزاعات في ليبيا وسوريا، ثم انتقل لتغطية أزمة الهجرة الأوروبية منذ أن بدأت قبل ثلاث سنوات, و وقال انه في كثير من الأحيان كان يضع كاميرته جانباً و يساعد طواقم الانقاذ.
وتتركز أسوأ أزمة للمهاجرين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية حاليا في إيطاليا التي تقع على الحد الجنوبي للاتحاد الأوروبي.
وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا.
سيريانيوز