بدون تفاصيل .. بوتين: اتفقنا مع واشنطن على قرار أممي ربما لا يعجب القيادة السورية

صورة لبوتين خلال مؤتمر السنوي الموسع

17.12.2015 | 11:02

"لن نسمح لقوة خارجية بتقرير من يحكم سوريا.. وعززنا تواجدنا العسكري بسوريا وليجرب الأتراك التحليق هناك"

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, يوم الخميس, إن موسكو اتفقت مع واشنطن على قرار أممي ربما لايعجب القيادة السورية, دون أن يورد تفاصيل أخرى, داعيا في الوقت نفسه إلى إيجاد آلية شفافة لمراقبة الانتخابات فيها.

وأوضح بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي الموسع، أنه "لا يحق لأحد باستثناء الشعب السوري تحديد من سيقوده في المستقبل", مضيفاً أن بلاده "لن تقبل بأن يفرض أحد من سيحكم سوريا أو أي بلد آخر وموقفنا من ذلك لن يتغير".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت, يوم الأربعاء، إن وزير الخارجية جون كيري سيرأس اجتماعا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة لدعم جهود إنهاء الصراع في سوريا, كما صرح الأمين العام الأمم المتحدة بان كي مون, إن السوريين هم من يقررون مستقبل الرئيس بشار الأسد، و"من غير المقبول" ربط حل الأزمة بكل ما فيها بمستقبل شخص واحد.

وأشار بوتين إلى أنه "يجب إقامة آلية شفافة للرقابة على انتخابات في سوريا سيقرر خلالها الشعب السوري من سيقود البلاد".

وأعرب بوتين عن تأييده لمبادرة واشنطن حول إصدار قرار دولي جديد حول سوريا, لافتاً بالوقت نفسه إلى أننا "سنساهم بشتى الوسائل في تسوية الأزمة السورية لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف".

وتشدد دول غربية على الحل السياسي للازمة السورية ومحاربة الإرهاب, إلا أن مصير الرئيس بشار الأسد يبقى موضع جدل, حيث تحول الموقف الغربي خاصة مؤخرا من المطالبة برحيل الأسد فورا إلى قبول بقائه حتى بدء مرحلة انتقالية وتحول سياسي يفضي لرحيله, في حين تبدي روسيا موافقة على إجراء انتقال سياسي في سوريا إلا أنها لا تفترض رحيلا موجبا للأسد بمقتضاه، معتبرة موضوع رحيله أمر يقرره الشعب السوري.

وأكد بوتين أن "الرؤية الروسية تتفق بشكل عام مع ما طرحته واشنطن", قائلاً أن "تصورنا حول التسوية في سوريا تتطابق في نقاطه الرئيسية مع الخطة الأمريكية".

ومن المقرر عقد اجتماع دولي في 18 كانون الأول الجاري, في مدينة نيويورك لحل الأزمة , حيث اعرب لافروف, يوم الثلاثاء, عن دعمه عقد مؤتمر حول سوريا في نيويورك هذه الجمعة, مضيفا أنه اتفق مع واشنطن على تقديم مشروع قرار بشأن سوريا إلى مجلس الأمن بناء على بنود اتفاق فيينا.

واستضافت فيينا مؤخرا جولتي محادثات بشأن سوريا, بمشاركة العديد من الدول بينها إيران وروسيا والولايات المتحدة والسعودية, دون حضور أي طرف سوري سواء من المعارضة او النظام, واتفق المشاركون في اجتماع فيينا الثاني في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي على عملية سياسية تفضي إلى انتخابات في سوريا خلال عامين, وإجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول مطلع العام المقبل, دون التوصل لاتفاق حول مصير الاسد.

وعن الخلاف مع تركيا, قال بوتين أن بلاده عززت تواجدها العسكري في سوريا, محذراً الأتراك من التحليق بالأجواء السورية بالقول "ليجربوا", مضيفاً أنه "تم زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا ونشر منظومة "اس-400" ومنظومات (بوك)".

واعتبر بوتين أن اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا, الشهر الماضي, يعتبر عملاً "عدائياً", ومن ثم لجأت إلى الناتو بدل أن تتصل بنا", مضيفاً أن "تصرفات أنقرة تجاه القاذفة الروسية وضعت حلفائها في وضع حرج".

وتشهد العلاقات بين روسيا وتركيا توتراً كبيراً على خلفية إسقاط الاخيرة لطائرة روسية فوق سوريا قالت إنها "اخترقت" حدودها, الأمر الذي نفته موسكو, لتتخذ بعد ذلك سلسلة من الإجراءات ضد تركيا من بينها فرض عقوبات اقتصادية , وزاد من حدة التوتر رفض أنقرة الاعتذار، على خلفية الحادثة, كما تحول الموقف التركي من مرحلة محاولة احتواء التوتر الى التلويح باجراءات عقابية ايضا ضد موسكو.

وعن التحالف الإسلامي الجديد الذي شكلته السعودية, أعرب بوتين عن أمله في إيجاد مقاربات مشتركة وتنسيق العمليات في المستقبل بين روسيا والتحالف الإسلامي, قائلاً "إنني أعول على أن يعمل التحالف الجديد في سياق المصالح المشتركة، وآمل في أننا سنتمكن من وضع مقاربات وقواعد مشتركة بالإضافة إلى إطلاق عمليات فعالة مشتركة وآليات فعالة".

ولفت بوتين إلى أنه "لا يدرك تماما لماذا قررت السعودية تشكيل التحالف الجديد، علما بأن العديد من الدول التي انضمت إليه، تشارك أيضا في التحالف الدولي بقيادة واشنطن", متسائلاً "ما هو الدافع وراء تشكيل التحالف الجديد، علما بأن هناك التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة؟ هل لديهم (السعوديين) خطة خاصة بهم؟ أو ربما هناك خلاقات نشبت (داخل التحالف الدولي)".

وأقر بوتين بأن "هناك خلافات بين روسيا والسعودية حول التسوية السورية، لكنه أكد أن هناك نقاطا متطابقة في مواقفهما أيضا".

وكانت السعودية أعلنت, يوم الثلاثاء عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة لمكافحة الإرهاب من أصل الـ57 دولة في منظمة التعاون الإسلامي, وسط ترحيب دولي وعربي وإسلامي بهذه الخطوة, في وقت غابت به 10 دول عن التحالف أبرزها إيران وسوريا والعراق والجزائر.

وحول العملية العسكرية الروسية بسوريا, لفت بوتين إلى أن "موسكو لا تحتاج في الحقيقة إلى قاعدة عسكرية دائمة في سوريا"، مشيرا إلى أن "روسيا تملك قدرات لاستهداف أي موقع في سوريا بإطلاق صواريخ متوسطة المدى".

وقال بوتين إن القوات الروسية تجري "عمليات عسكرية منفردة باستخدام قواتنا الجوية والفضائية ومنظومات الدفاع الجوي والاستخبارات"، وأن ذلك لا يشكل عبئا إضافيا على الميزانية العامة الروسية، إذ يتم تمويل العملية في سوريا من خلال المبالغ المخصصة للتدريبات العسكرية.

واكد بوتين أن بلاده "ستواصل غاراتها في سوريا طالما يستمر الجيش السوري هجماته على الإرهابيين", معتبراً أن "عمليات روسيا في سوريا تمثل أفضل تدريب للجنود هناك".

وبدأت روسيا غاراتها على سوريا في, 30 أيلول الماضي, لدعم الجيش النظامي والقضاء على "الجماعات المتطرفة", حيث أعلن جيث النظامي بعدها عمليات برية في أرياف حلب واللاذقية وحماة وحمص وحي جوبر الدمشقي ومدينة حرستا ومنطقة مرج السلطان بريف دمشق, مستفيداً من الدعم الروسي الجوي.

سيريانيوز



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved