بسام كوسا : لاأفضل الأعمال التاريخية لهذا السبب

17.08.2024 | 11:09

قال الفنان السوري بسام كوسا أن "التاريخ يكتبه المنتصر والقوي، والدراما التاريخية أحادية النظرة، ولا وجهات نظر مختلفة، وهذا ينطوي على إجحاف بحق المرحلة"، وذلك رداً على سؤال حول عدم تفضيله الأعمال التاريخية.

وأضاف في حديثه لبرنامج "سؤال مباشر"، على قناة العربية :"نحن نعيش في وضع لا نحسد عليه في المنطقة العربية، ودائمًا الشعوب التي تعيش إحباطات على جميع المستويات لا ترى أمامها إلا ماضيا تليدا ومشرقا وعظيما".

وتابع النجم السوري أن" الدراما مرتبطة بحبل سري مع السياسة، وهذا له بعد إيجابي وسلبي"، مؤكداً أن "الفنون بحاجة إلى حالة تنمية وازدهار، مثل اللوحة التشكيلية التي تزدهر عندما يكون قسم كبير من الناس قادرين على اقتنائها".

وبيّن كوسا أنه عندما تحدث اضطرابات أو سياسية، سينعكس ذلك بالضرورة على كل أنواع الفنون، لكن "عظمة الفنون تكمن في أنها تحاول أن تدافع عن نفسها، وتجد أناسًا قادرين على إعادتها لتقف على أرجلها".

وأضاف الفنان أن "الدراما السورية مرت بحالات من الهبوط في النوعية والجودة والكمية بعد مرحلة من الازدهار، وكان لها رصيد مهم عند الشارع العربي".

وتابع: "في الحرب، تأثرت الدراما لأنها هشة وناعمة، وتحتاج من يدافع عنها، كغيرها من الفنون الجماعية التي تتأثر بشكل أكبر من غيرها. الآن نلملم قوانا لإعادة هذا المنتج المحبوب من الشارع العربي لتطويره وإعادة البهاء له".

وأوضح الفنان السوري أن "، والدراما منها، ليس من واجبها إظهار الإيجابيات فقط وصنع أعمال سياحية، بل على الفن إلقاء الضوء على مثالب المجتمع، وليس عليه أن يعطي حلولًا، فهناك مؤسسات معنية من واجبها الإصلاح".

وحول تصريحه بأن البعض يستخدم التمثيل ستارة لمهن أخرى، قال كوسا: "أنا مع حرية أن يمارس الإنسان حياته كما يريد، لكنني ضد الاستخفاف بعقول الناس. عندما قلت ذلك لم أقصد أحدًا بكلامي، لكنني أريد إيضاح نقطة أنني لم آتِ إلى هذه المهنة سائحًا".

وتابع: "هذه المهنة تعنيني بكل تفاصيلها، وتعنيني عندما تكون بمستوى عالٍ، وتؤلمني عندما يتدنى مستواها. ولكن، فليعذرني الآخرون، هذه المهنة ليست لي وحدي، لكنها لمجتمع كامل. ينبغي أن أقول إن هناك أناسًا دخلوا إلى المهنة بطريقة خاطئة، معرفيًا أو أخلاقيًا، وهذا يسيء إلي وللآخرين وللمجتمع".

ولفت كوسا إلى أن "ثمة خطأ حصل من قبل صناع الأعمال الشامية ومن قبل بعض النقاد، إذ صنفوا الأعمال البيئية على أنها تاريخية توثق لمدينة دمشق في مرحلة ما، في حين أنها لا توثق إلا لعلاقات الناس بين بعضهم، وتلك الأعمال لا تستند إلى وثيقة تاريخية، ولا إلى مرجع تاريخي، باستثناء الحالة الفلكلورية للحياة اليومية آنذاك، وحتى ذلك شابه بعض العيوب والأخطاء، في النهاية، أعمال البيئة الشامية هي ليست دراما توثيقية، ولكنهم حملوها ما لا تحتمل".

وعن سبب تركه مسلسل "باب الحارة"، أكد الفنان السوري أن ذلك كان بسبب وفاة شخصية "الإدعشري" التي جسدها في الجزء الأول، شاكراً الله على ذلك. إذ لفت إلى أنه رغم المغريات الكبيرة له بأن يعود بشخصية أخيه التوأم وغير ذلك، إلا أنه لم يستطع أن يغش نفسه، مؤكدًا أن تتالي الأجزاء بعد الثاني كان سببه مادياً بحتاً.

سيريانيوز


RELATED NEWS
    -

Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved