في 28 نيسان عام 1945 اعدمت ما تسمى "حركة المقاومة الايطالية" احد طغاة القرن العشرين الزعيم الايطالي بنيتو موسوليني، وعشيقته كلارا پتاتشي، رميا بالرصاص، وذلك بعد قيادته الخاسرة لإيطاليا في الحرب العالمية الثانية.
ولد موسوليني في 29 تموز عام 1983 في دوفيا دي بريدابيو في مدينة فورلي كان والده اليساندرو موسوليني حدادا اشتراكيًا وأما والدته روزا فكانت معلمة مدرسة كاثوليكية ملتزمة. وكان موسوليني هو الولد الأكبر بين 3 أولاد وقد اختار والده اسم بينيتو تيمّنًا بالرئيس المكسيكي Benito Juárez أما اسمه الثاني أندريا فقد كان تيمّنًا بالاشتراكي الإيطالي أندريا كوستا.
تأثرت آراء موسوليني السياسية بآراء والده الاشتراكية تأثرا كبيرا.. أما حياته الدينية فقد عاشت صراعا بين والدته المتدينة ووالده الاشتراكي، ولم يتم تعميد موسوليني عندما كان طفلا، ولكن وافق والده على إرساله إلى مدرسةٍ كنسية، حيث حقق درجات عالية وتمّ تعيينه لاحقا كمدير مدرسة عام 1901.
هاجر موسوليني إلى سويسرا عام 1902 فارا من الخدمة الإلزامية وعمل خلال هذه الفترة في البناء، عمل لصالح الحركة الاشتراكية الإيطالية في سويسرا ضمن إحدى الصحف، حيث كان ينظم الاجتماعات ويلقي الخطابات للعمال، وفي عام 1904 دخل جامعة لوزان لدراسة العلوم الاجتماعية، وأنهى خدمته الإلزامية ثم عاد للعمل في مجال التدريس.
عندما أعلنت إيطاليا الحرب على ليبيا عام 1911 قاد موسوليني كأمثاله من الاشتراكيين مظاهرات للتنديد بهذا القرار وتم سجنه لخمسة أشهر بعد موقفه هذا وبعد خروجه من السجن تمّ تعيينه رئيس تحرير لجريدة الحزب الاشتراكي، لكنه بعد فترة قام بنشر مقالٍ يطالب فيه إيطاليا بالدخول في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء، مما لا يتوافق مع سياسة الحزب وهذا ما أدى إلى طرده.
وبعد طرده من الحزب تبدّلت آراء موسوليني بشكلٍ تامّ فانتقل من دعم الاشتراكية والحيادية السلمية إلى دعم القومية والعنف للوصول إلى أهدافه. قام بتأسيس جريدة Il Popolo d'Italia وجمع التبرعات من عدة مصادر أكبرها فرنسا من أجل دعم التدخل بالحرب.
كانت آراؤه تتمحور حول حاجة المجتمع إلى طبقة نخبوية تتولّى قيادته، ولم تكن برأيه هذه الطبقة هي طبقة العمال بالضرورة. وشكلت هذه الآراء أساسًا للحركة الجديدة وهي الفاشية.
كانت جماعة الفاشيين في البداية صغيرة وتتعرض لمضايقات دائمة من الحكومة، لكنهم استمروا في عقد الاجتماعات واختلاف الراي بين جماعة الفاشيين والاشتراكيين حول دعم الحرب أدى إلى حصول مظاهر من العنف بينهما.
انضم موسوليني إلى الحرب لصالح قوى التحالف لمدة تسعة أشهر لكنه تعرّض إلى إصابةٍ عام 1917 وتم تسريحه وعاد إلى العمل كمحرر في الجريدة. دعم اتباع إيطاليا لساسة العنف في إفريقيا لأنه رأى الأفارقة كطبقة أقل شأنًا من الإيطاليين.
في تشرين الأول عام 1922 قام ثلاثون ألف شخصا من الفاشيين بالمسير إلى روما للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء لويجي فاكتا وتشكيل حكومة فاشية وبذلك تمّ تسليم السلطة لموسوليني وتشكيل حكومةٍ جديدة.
عام 1925 شغل موسوليني منصب رئيس حكومة، وأصدر عدة قوانين وبرامج تنموية لمواجهة العوائق الاقتصادية التي كانت تواجهها إيطاليا، حيث بنى عدة مزارعٍ للقمح.
عام 1930 أسس مبادرة الذهب من أجل البلد، التي أجبر فيها الناس على التبرع بالذهب الذي يملكونه، حيث تمّ صهره وتحويله إلى سبائك وتوزيعها على البنوك، فرض سياسة السيطرة على الأسعار وسعى جاهدا إلى تحويل إيطاليا إلى بلد مكتف ذاتيا عن طريق تقييد التبادل التجاري مع الدول الأخرى باستثناء ألمانيا.
أثناء الحرب العالمية الثانية دعا موسوليني إلى التحالف مع ألمانيا ضد فرنسا وبريطانيا، لكن الجيش الإيطالي هُزم في ليبيا وفي عدة معارك أخرى، وساءت أوضاع إيطاليا من جميع النواحي وخاصةً الاقتصادية، وبناءً على ذلك انقلب عدة أعضاء من الحكومة على موسوليني وتمّت إقالته والقبض عليه عام 1943 بناءً على أوامر الملك.
في عهده الغيت الاحزاب وأغلقت جميع الصحف والمجلات الأدبية، مع إجبار الناس على وضع صورة في غرف النوم وأن توقد العوائل الشموع بعيد ميلاده وانتزع رجاله الحلي الذهبية من النساء وخواتم الزواج من أصابع المتزوجين، وتشكلت لجان في طول البلاد الإيطالية وعرضها من كتاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين، وبأسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول.
كما قتل في عهده 200 ألف من المواطنين الليبيين طوال ثلاث سنوات واحتل اثويبيا
في 25 من نيسان عام 1945 تحركت قوات التحالف باتجاه إيطاليا الشمالية، فحاول موسوليني الفرار بصحبة عشيقته إلى سويسرا وتمّ إلقاء القبض عليهما بامر الشعب وبعد يومين من الفرار وأُعدما رميا بالرصاص.
سيريانيوز