بيئة عن الخليقة .. اسرع معركة في مكافحة الفساد ( قصص حقيقية ) ..

09.11.2018 | 19:29

اغلق السماعة وقال .. يا حراااس .. هيا بنا جاءت التوجيهات بمحاربة الفساد ..

وخرج الوزير الى اول مديرية تصادفه مسرعا يسبقه "كرشه".. تلتف حوله "الكرافات" الطويلة التي تشكل مسار "البلع" من الباب الى المستقر ..

دخل الى اول مديرية صادفته ... وعلى مبدأ عنترة العبسي "اضرب الضعيف ضربة يطير لها قلب الشجاع" تناول اول مستخدم على باب المديرية وسأله بكم تبيع هذا "التقرير" فاجاب المستخدم وهو ليس متأكدا اذا كان الوزير يسأل على سبيل المزاح ام انه جاد في سؤاله  بـ "550" ليرة سوريا سيدي .. التفت الوزير "الخبيث" غير مصدقٍ الى شابةٍ واقفة قبالة المستخدم .. وسألها

كم دفعتي ثمن التقرير

قالت .. 600 ليرة سورية

اشرأب الوزير وانتفخ فقد قبض على الفساد من اول نظرة واثبت لنفسه بأنه صاحب "الانف الذي لا يخطئ" ..

استدار الى ضابط برتبة لواء بجانبه ( لزوم المعركة ) وقال له ..

يفصل هذا الفاسد من الوظيفة ويحال الى القضاء ..

 

وخرج الوزير منتصرا مزهوا منتصبا ترفرف "الكرافات" على "كرشه" كبيرق الفاتح عندما دخل اسطنبول ..

وعاد الى مكتبه واسترخى على كرسيه بعد ان ربح اسرع معركة في محاربة الفساد في العالم ..

....

وزير اخر في بناء مجاور كان يعطي تعليماته الى الموظف المسؤول ..

يا بني انه حدث هام يجب ان نثبت باننا ننتمي الى هذا العالم المتحضر ، فالاهتمام بالبيئة من مزايا الدول المتقدمة والدول المتقدمة تحرص على تأمين بيئة نظيفة لمواطنيها .. ونحن اول اولوياتنا المواطن ..

قال الموظف .. "بتأمرو سيدي" .. ما هي اوامركم .. هل ننظم يوما لتنظيف الشوارع او لزرع الشجر .. ام هل تريدني ان اعد كتيبات في مجال التوعية لاهمية البيئة والحفاظ عليها ..

نظر الوزير الى الموظف باحتقار .. وقال له وهل برأيك هذا يمكن ان يسعد المواطن عندنا ..

صمت الموظف وانتظر ليرى ماعند الوزير ..

يا بني الناس عندنا تحب الرقص والفقش والموسيقا والاغاني ..

اتسعت عينا الموظف وفتح فاهه ..

نعم هات لنا كم مطرب يجيدون اغاني الدبكة الدارجة ونظم لي مهرجان رقص للبيئة ..

ارتبك الموظف وتبعثرت الاوراق من بين يديه .. لملمها على عجل ونظر الى الوزير يريد ان يتأكد بانه جدي فيما طرح ..

اذاً ننظم مهرجان رقص .. ؟ قال الموظف

تافف الوزير وقال نعم .. نعم .. كالعادة ..

قال الموظف واين تريد ان ان نقيم هذا المهرجان ..

صمت الوزير برهة وفكر .. ثم فكر .. وقال " في الحديقة ياها " مثل مهرجان الدبكة الاول .. !

عفوا سيادتك انا لم اكن في خدمتكم في ذاك الوقت .. أي حديقة تقصدون ..

 في الحديقة الغربية ..

هناك اكثر من حديقة في تلك المنطقة

يا غبي في تلك الحديقة التي يمر فيه النهر ..

صعق الموظف وقال لكن يا سيدي هذا النهر " ناشف" ومتسخ وتأتينا في كل يوم عشرات الشكاوي لنعالج مشكلة القمامة فيه والروائح المنبعثة منه ..

رد الوزير .. " هذا ليس له علاقة بالمهرجان نفذ ما امرتك به "

ذاعت الاغاني الهابطة في المكان ودبك الحضور على انغامها ودبك معهم الوزير يدا بيد الموظف ..

هبت رياح قوية بعثرت كل شيء في المكان الكؤوس والصحون البلاستيكية اكياس الشيبس وعلب الكولا ، قشور البزر  والقاذورات  واوراق الخطاب الذي لم تمهل العاصفة الوزير ليكمله ..  ..

اسرع الوزير الى سيارته بحماية مظلات المرافقة .. اشار الى الموظف ليأتي اليه ..

قال له : عندما تهدأ العاصفة نظفوا الحديقة وارمو كل الاوساخ في النهر .. واتبعني الى الوزارة !!

نضال معلوف



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved