هل كان يوجد برلمان في الدولة العثمانية، وهل كان هناك تمثيل للشعوب المحتلة فيه متى كان هذا وكيف؟
الحقيقة انه بالكاد تشكل برلمان في الدولة العثمانية في نهاية عهدها، والقصة بدأت مع استلام السلطان عبد الحميد الثاني للسلطة عام 1876 وصياغة دستور للدولة هو الاول لها وسمي بالمشروطية لانه يحد من سلطات السلطان المطلقة ويؤسس لقيام مجلس عمومي يتألف من برلمان (مجلس مبوعوثان) ومجلس اعيان (مجلس شيوخ).
لمشاهدة الصور خلال التقرير المصور على يوتيوب .. اضغط هنا
عطل العمل بالدستور وحل المجلس العمومي بعد اقل من سنتين ولم يعاد العمل به الا بعد 30 عاما عندما وصلت الدولة العثمانية الى نهاية عهدها وقيام اول ثورة بقيادة العسكر (ثورة حركة العربية الفتاة) في تموز عام 1908 التي اجبرت عبد الحميد على اعادة العمل بالدستور.
فيما يتعلق بالبرلمان موضوعنا اليوم اقر ان يكون العضو في البرلمان ممثل عن كل 50 الف نسمة، ولما كانت منطقتنا تحت ظل الحكم العثماني فقد انتخب ممثلين عن السكان ليكونوا اعضاء في البرلمان العثماني.
وطريقة الانتخاب كانت بان ينتخب كل مجموعة سكانية تعدادها 50 الف ممثلين عنهم وهؤلاء المثلين يختارون نائبا في البرلمان.
بحسب المصادر كان هناك 28 نائبا عن منطقة الشام اي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين من اصل 281 نائب لكل المناطق اتي تحكمها الدولة العثمانية والتي كانت تمتد على ثلاث قارات.
نتيجة استقالة البعض وموت البعض الاخر واجراء انتخابات فرعية ارتفع عدد النواب من منطقتنا الى 32 نائبا.
وبعض المصادر تشير الى ان عدد النواب العرب بالاضافة الى منطقتنا (الحجاز، العراق، شمال افريقيا) كان 62 نائبا.
يمكن القول بان الانتخابات الاولى التي جرت عام 1908 كانت نزيهة الى حد كبير وهذا تبعا لما ذكره اكثر من شخصية وطنية سورية في مذكراتهم منهم عبد الحميد الزهراوي الذي كان منتسبا لحزب معارض (الحرية والائتلاف) للحزب الحاكم (الاتحاد والترقي).
بقي الامر كذلك الى العام 1912 حيث شهدت تلك الفترة (1912 - 1913) اضطرابا اساسه محاولة حزب الاتحاد والترقي السيطرة على السلطة ونجح في ذلك في كانون الثاني 1913 حيث سيطر العسكر على الحكم من خلال الضباط الثلاث انور وطلعت وجمال باشا الذي عرف في سوريا باسم السفاح.
ويمكن اعتبار هذا الانقلاب على السلطة المنتخبة هو اول انقلاب عسكري في المنطقة وسيطرة العسكر على الحكم ايضا لاول مرة في تاريخ المنطقة.