بدأت التكهنات بالظهور حول امكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية في سوريا، مستندة الى تلميحات بعض السياسيين وايضا الاجراءات التي اتخذت في سوريا مؤخرا بذريعة الحد من انتشار كورونا..
ودائما عندما تظهر بعض "الشفافية" في الخطاب والسلوك الرسمي، يجب ان نشكك بالموضوع ونبحث ما الذي يختبئ وراء هذه الشفافية.
لمشاهدة التقرير مصور .. اضغط هنا
فالحديث عن اصابات كورونا وتفاقم الوضع وهو امر صحيح ولكنه ليس بالجديد فالمعاناة من الوباء مستمرة منذ شهر شباط الماضي، والتعاطي معها باجراء اللقاءات مع مدراء المشافي والتصوير في المشافي واتخاذ اجراءات الاغلاق.. على الاغلب ليس من باب الحرص على حياة المواطن..
في كل الاحوال.. ما الفرق بين التأجيل الذي سيكون تمديدا للولاية الماضية عن التجديد..
في الحقيقة الفروقات ستكون بسيطة، ربما عوضا عن وصف الاسد بالرئيس سيقولون في بعض وسائل الاعلام الرئيس المنتهية ولايته..
اما على ارض الواقع فان التمديد او التجديد يعني استمرار الوضع على ما هو عليه، التحول الذي تشهده سوريا ديموغرافيا وجغرافيا مستمر..
والتغيير الذي يمكن ان يكون ايجابيا هو تغيير مضبوط باتفاق القوى ذات المصالح المتشابكة في سوريا، من خلال التحكم في هذا التغيير وضمان ان تمر العملية الانتقالية بسلام، او بالحد الادنى من الخسائر..
ولكن الواقع لا يوحي بان هذا التغيير قريب وان هذه القوى قد اتخذت قرارا بانجازه.
فاستبدال النظام لن يكون امرا مفاجئا في سوريا، اذا اردناه ان يكون ايجابيا، المفروض ان يكون عملية واضحة تحدد فيه المراحل وطرق التنفيذ ويتحمل كل طرف تنفيذ الجزء المتعلق به للوصول الى تشكيل واقع سياسي جديد ينهي النظام الذي حكم سوريا لاكثر من 50 عاما.
واي تغيير مفاجئ، غير مضبوط، مجهول يؤدي الى غياب السلطة في مناطق النظام وحدوث الفراغ دون ان يكون البديل جاهزا ومدعوم بتوافق الدول الفاعلة.. يعني الانجرار للفوضى والقضاء على ما تبقى من سوريا..
وبالعودة الى السؤال الذي بدأنا به.. هل هو تمديد او تجديد.. على المدى المنظور لا فرق، وكنا قد حسمنا الامر في حديث سابق وتكلمنا بان التغيير في سوريا ليس مرتبطا بالانتخابات فيها ولا يتقيد بما كان معمولا به سابقا..
هو مسار منفصل.. لا تظهر تطورات الاحداث بان هناك تقدما يعول عليه فيه..
الفرق الوحيد الذي يمكن ان نتحدث فيه.. بان التمديد قد يوحي بان التجديد ممنوع.. وان العملية هي عبارة عن مهلة لاحداث التغيير..
ربما.. قد يكون هذا.. وقد لا يكون خاصة اذا تم القياس على انتخابات مجلس الشعب العام الماضي..
لمتابعة القناة على اليوتيوب .. اضغط هنا