-

توأم الروح.. بقلم: شريف رفعت

10.03.2017 | 12:07

نظر إليها بوَلَه وقال: لا تتصوري مدى سعادتي و نحن معا.
أجابته: نفس شعوري.

 

قال: ليس أحاسيسي نحوكِ موضوع عاطفة فقط، أرى فيكِ عالم متكامل، عاطفي ثقافي روحاني سياسي، أنا محظوظ جدا لأنك لي، أنا بالذات من الصعب جدا علي أن أجد امرأة تفهمني كما تفهميني أنتِ.
سألته و على وجهها ابتسامة عذبة: و لماذا هذا؟
أجاب: لا أدري بالضبط لكن يخيل لي أني غير تقليدي في أفكاري و مشاعري و أحاسيسي، هناك مزيج من المثالية و الطيبة و السذاجة المغلفة كلها بروحانية عميقة تسيطر علي.

قالت: فلنضع السذاجة جانبا، لكن المثالية و الطيبة و الروحانية هذا مزيج رائع، و الأروع منه لو يمثلوا اسلوب معين في تصرفاتك يمكنك أن تنقله للآخرين، و إلا كنت كمن يعيش في برج عاجي من المشاعر السامية فيفصلك ذلك عن مجتمعك بل يعطيك إحساس زائف بالعلو و التميز.

أجابها: كلامك صواب مائة في المائة، لكنه إلى حد كبير نظري، هل تعتقدين أن أي إنسان يمكنه التأثير على الآخرين بأفكاره و أرائه، أتعتقدين مثلا أني لو تناقشت بطريقة عقلانية مع إنسان متطرف دينيا لدرجة الهوس هل سأستطيع أن أقنعه بأفكاري مهما بذلت من جهد، لا أعتقد ذلك، نفس الوضع مع إنسان غارق في المديات هل سأستطيع مهما بلغت قوة حجتي أن أغير من حياة هذا الإنسان المادي؟

ـ ما العمل إذا؟ معنى ذلك أنه لا أمل في الإصلاح؟ معناه أن ندع الأمور كما هي؟
ـ لا أدري، و لكن أرى أننا ـ و أقصد بأننا الناس مثلي و مثلك العاقلة المثقفة ذات الحس المجتمعي المرهف ـ قد يكون علينا ان نسعي لتغيرات بسيطة لكن مهمة و ممكنة، علينا أن ننسى محاولة إصلاح العالم و أن نركز على محيطنا الخاص مثل الأسرة و مكان العمل، إذا استطعنا تقويم هذا المحيط الخاص فهذا نجاح لا بأس به، بالذات إذا كثر عددنا بحيث نصبح مؤثرين.

ـ كلامك معقول إلى حد ما، لكن هذا المجهود سيكون أكثر تأثيرا إذا كان هناك كيان معين يجمع هؤلاء الأفراد المميزين بحيث يكون مجهودهم منـَظـَـم و مـُـوَجـَه بحيث ينسقوا مجهودهم و يستفيدون من خبرات بعضهم البعض.
ـ ماذا تقصدين؟ تكوين حزب جديد أو جماعة جديدة؟ سنكتسب بذلك اعداء لا حصر لهم.

ـ إذا لعبنا اللعبة بذكاء يمكننا تجنب ذلك.
ـ كفى حديثا عن مواضيع عامة، فلنتحدث عن أنفسنا عن علاقتنا.

ـ أنت دائما هكذا تهرب من المواضيع الكبيرة، تحلم بها لكن وقت مناقشتها مناقشة جدية تهرب كأنك لا تستطيع تحمل المسئولية.
ـ لا أدري، قد تكونين على صواب، و تكن هذه إحدى نقاط ضعفي، لا أدري.
ـ لماذا تستخدم عبارة "لا أدري" بكثرة؟ هل لاحظت ذلك؟

ـ لا أدري قد يكون السبب أني فعلا غير متأكد من أشياء كثيرة، و هذا يثبت كم أنا صادق مع نفسي، أما هؤلاء الذين عندهم الرد على جميع الأسئلة ويملكون الحقيقة المطلقة و يتكلمون بمنتهى الثقة في كل الأمور، هؤلاء إما أنهم بؤساء أو مأفونين.
ـ حسنا، ماذا تريد أن تقول عن علاقتنا؟
ـ أرى أن ذكاء المرأة و شخصيتها الجميلة تضفي عليها جاذبية جنسية طاغية، فانجذابي لكِ عاطفيا و جنسيا متعلق بالإضافة إلى ملامحك و مفاتن جسدك إلى شخصيتك و ذكائك، في الواقع عبارة انجذابي لكِ غير دقيقة، مفروض أن أقول جنوني بكِ.

ـ كفى مهاترة، كيف تتحدث عن الجاذبية الجنسية و جنونك بي و أنت لم تستقر بعد على شكلي و ملامحي، و لا على أي واحدة تعرفها تجسدني.
عندها سمع صوت صياح زوجته مرتفعا قويا و مزعجا: تعال ذاكر للأولاد، كفاك جلوسا بمفردك، أخرج من حجرتك، هل عدت ثانيا للحديث مع نفسك.



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved