خطوات اضافية لرفع الدعم .. دون ايجاد بديل لردم الفجوة المتسعة بين الدعم والنفقات

06.11.2021 | 22:05

الامور تمضي بشكل متسارع تقودها وزارة التجارة الداخلية بكفاءة لتصحيح اسعار المواد لفائدة الحكومة ، دون ان يكون اي طرف يعمل لمصلحة الناس.

في سلسلة التسجيلات التي نشرتها حول الموضوع احاول ان اؤسس لرسم صورة كاملة تكون امام الانسان السوري لندرك كيف هو الواقع وكيف سيكون المستقبل لنتصرف على هذا الاساس.

شاهد التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا

باختصار النظام في ازمة مالية ، في التشكيل الاخير رتب امور وزارة التجارة الداخلية لتكون رأس الحربة ، المبضع او المشرط  الذي سيجري العملية النهائية وينهي بشكل نهائي "مرض" الدعم المزمن ما سيوفر على  النظام اموالا لازمة لابقائه على قيد الحياة لاطول فترة ممكنة.

بات الموضوع يشبه اقطاعيات الحكم العثماني عندما يعين والي على منطقة محددة وتطلق يده في الجباية والاستغلال بشرط ان يؤمن للخزينة المال والرجال عند اللزوم .. والدول المتدخلة في هذا الجزء من سوريا .. سوريا الاسد اذا صح التعبير اطلقت يد القائد ليفعل فعل الوالي ..

عندما نبدأ بتوفير المواد في منافذ بيع الدولة المفروض ان توفرها بسعر مدعوم ، وهي بدأت تبيعها بسعر يقترب من سعر السوق متزامنا مع اجراءات معقدة للحصول عليه يعني انك تدفع الناس للذهاب للسوق الحر وتقول لهم " سكرنا".

اليوم تناقلت الصحافة المحلية خبر تخصيص علبة زيت نباتي واحدة كل شهر للعائلة وبسعر يقترب كثيرا من سعر السوق ، هي الرسالة " اشتروا زيت من السوق"

وكذلك كل قرارات رفع الاسعار التي تمت الاسبوع الماضي على المازوت وعلى الغاز هي في ذات السياق رغم تسعير جرة الغاز للاسرة ب 9700 سيتم تعقيد الامور لدفع الناس البحث عنها بسعر 40 الف المخصص للتجاري وسيتم رفع هذا السعر مرارا خلال فترات قصيرة لتصل الى سعر السوق السوداء ما يقارب 100 الف ليرة سورية.

الحقيقة لا يملك النظام طريقا اخر للحفاظ على استمراره والحد من نقص موارده المالية الا بهذه الطريقة.

منذ ايام وضع الوزير عمرو سالم صورة لاحدى مؤسسات التجارة التابعة للوزارة ومسح المنشور بعد ساعات بعدما علق الناس بان الاسعار التي في الصورة اعلى من اسعار السوق ..

ويتم اتخاذ قررات بحجة حفاظ حقوق المواطن وهي بالحقيقة تهدف الى تعقيد الاجراءات واطالة زمن انتظار الناس في الطوابير ليملوا ويستسلموا بان يقوم الفران بوزن ربطة الخبز قبل تسليمها للزبون .. هل شاهدتم الازدحام على الافران وكيف يتم تلقف الخبز بالايدي المرفوعة في الهواء .. تصوروا لو يلتزم صاحب الفرن بعملية وزن كل ربطة .. سيحتاج الموضوع اياما من الانتظار امام الفرن ليحصل المواطن على حصته ..

في الاجراءات المباشرة ايضا في هذا السياق اعلان وزير التجارة الداخلية نية الحكومة برفع الدعم عن العديد من شرائح المجتمع السوري وروج بانها ستستهدف التجارة الفئة الاولى والممتازة والاطباء والمحامين ..

والحقيقة بان قيود التسجيل تحت هذه التصنيفات لا تعني شيئا، فكثير من الاطباء اليوم موظفين ومنهم ليس لديهم اشغال تكفي لدفع تكاليف المعيشة بسعر السوق الحر ، فيما عدا عشرات الاطباء المعروفين والذين يستحوذون على حصة من السوق ، وهذا ينطبق على المحامين .. حتى التجار المسجلين كثيرا منهم خسروا اعمالهم واموالهم لاسباب متعددة وباعوا من املاكهم واصولهم .. قضية التسجيل في النقابات والغرف لا يعطي فكرة حقيقية عن وضع اصحاب المهن والاعمال .. وتطبيق اجراءات رفع الدعم بهذه الطريقة سيؤدي الى ظلم كثير.

على العموم هذا المسار لا يمكننا ان نوقفه ، نسلط الضوء عليه نؤخره نوضح تفاصيله للناس .. ولكن لا يمكننا وقفه .. هي اصبحت حرب باردة بين النظام والناس ..

عموما المشكلة الاساسية في مستقبل السوريين ستكون انسانية معيشية ، وربما هو المسار الوحيد الذي يمكن للسوريين ان يقدموا المساعدة فيه واعتقد بان هذا يستدعي ان يزيد السوريون من تنظيم انفسهم في الخارج لكي يمدوا يد المساعدة للناس في الداخل في كل المناطق لانهم سيكونون بحاجة ماسة لهذه المساعدة.

نضال معلوف

 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved