هددت تركيا, يوم الاثنين, باتخاذ إجراءات وتدابير كإغلاق المعابر والتدخل عسكرياً في شمال العراق, في حال تعرضت مصالحها للخطر, جراء الاستفتاء الحاصل في إقليم كردستان, والذي وصفته بأنه "غير شرعي".
ونقلت وكالات انباء عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قوله, في كلمة له, إن "منطقة شمال العراق تعيش فيها جماعات عربية وكلدانية وأيزيدية وتركمانية ولديها حقوق, ولا يجب أن تكون تحت سيطرة مجموعة واحدة تمارس مظالم جديدة".
ووصف اردوغان الاستفتاء الحاصل في إقليم كردستان بانه "غير قانوني وغير دستوري" و"لم يتم أصلا"، مشددا على أهمية "وحدة العراق ".
وبدأ الاثنين التصويت في الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان بشمال العراق , على الرغم من معارضة عدة دول ومخاوفها من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار.
ويشارك نحو خمسة ملايين نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق في استفتاء غير ملزم على الاستقلال يوم الاثنين.
ولفت اردوغان الى اجراءات ستتخذ وسيكشف عنها "كاغلاق المعابر, حيث لن تتمكن إدارة شمال العراق من بيع ونقل النفط" , كما اشار الى ان "القوات المسلحة التركية متواجدة على الحدود للقيام بما يجب".
وتواصل تركيا اجراء مناورات عسكرية بالقرب من اقليم كردستان, ردا على الاستفتاء الحاصل, والذي وصفته الذي وصفته بأنه تهديد لأمنها القومي.
وتطرق الرئيس التركي إلى احتمال امتداد المشروع الكردي نحو شمال سوريا, قائلا "دولة في شمال سوريا تديرها وحدات حماية الشعب (الكردية) أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أضغاث أحلام لا يمكن أن تتحقق."
واعتبر أردوغان أن إسرائيل "هي الدولة الوحيدة التي تدعم ما يحدث في شمال العراق, وهذه الأمور بالنسبة إلينا مسألة حياة أو موت ولن نقبل بكيان آخر على حدودنا مع سوريا وقد نتدخل بأي لحظة وأي تهديد قد يأتينا من سوريا أو العراق فإننا سنرد عليه بكل الخيارات المطروحة, اذا استدعى الأمر سنقوم في شمال العراق بما فعلناه في سوريا عندما طهرنا مارع وجرابلس."
وفي سياق متصل, قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن تركيا "تدرس الخطوات التي ستتخذها بشأن المعابر الحدودية والمجال الجوي", رداً على الاستفتاء في إقليم كردستان العراق.
وهددت تركيا وإيران والعراق , في بيان مشترك, باتخاذ "إجراءات" لم تحددها, ضد إقليم كردستان العراق، في حال المضي بإجراء الاستفتاء, وذلك عقب بعد لقاء ثلاثي ضم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري والإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود غاويش أوغلو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك منذ ايام.
واتخذت ايران تدابير ردا على الاستفتاء, حيث بدأت إيران إجراء مناورات عسكرية بالقرب من إقليم كردستان العراق, كما شنت قوات المدفعية الإيرانية عمليات قصف مدفعي كثيفة استهدفت مناطق الغابات الحدودية التابعة للاقليم.
وقررت إيران ايضا اغلاق مجالها الجوي مع كردستان العراق, بطلب من السلطات العراقية.
وحثت تركيا والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إقليم كردستان العراق على إلغاء الاستفتاء، معبرة عن قلقها من أن يؤدي لزيادة التوترات وصرف الانتباه عن الحرب على تنظيم داعش في العراق وسوريا.
من جهته, هدد وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو بان تركيا "ستتدخل عسكرياً", إذا استهدف التركمان في العراق.
وترى تركيا نفسها حامية للأقلية التركمانية في العراق وخاصة في مدينة كركوك الغنية بالنفط.
وسيطر الأكراد على مدينة كركوك عام 2014 بعد هزيمة القوات العراقية أمام تنظيم "داعش".
سيريانيوز