تيار في جسدي بعد غياب
بمرارة العلقم أتساءل
أين الأحباب
يا صدر الموت الذي افترش
طريقاً من العذاب
من الصبر على نزيف
بعث في قلبي روح الغياب
من أنا في زمن المآسي
طيف مهاجر
أم سراب
أتيه بدمي
وقلمي دم أسود
يحاكمني بلا نص
يثبت أن التاريخ
عنوان البقاء
أمجاد تحرق في المجاهيل أوتارها
قلوب تحفر في النبضة روحها
سُحب تشتت الوجود بأوارها
وتظل جغرافية الزمن
هي الحاكم والمحكوم
في أبجدية التضليل
وقاموس التغيير
ومتاهات التذليل
لأي شيء
لأي لون
يرسل للحقيقة ضوئها
وللعيون بريقها
كأنها اختصار الحشر
في مساحات السماء والأرض
والضمير والعقل والعرف
أربعون عاماً مزقها التبجيل
وحطمها التهويل
وأحالتها محكمة القلم إلى أقاويل
كل الفلسفات قد رحلت
والخرافات اندثرت
والأساطير انتحرت
والأهازيج قد تبخرت
وقلبي لم يزل يئن
من لوعة النداءات
وقد تكسرت
على رماحها ضلوعي
وبراعم أحلامي
وما تبقى من طفولتي
وثقافة أمتي
وفي زحمة الذكرى
أطل علي نداء غريب
أظنه قد جاء خطأً من حبيب
هي فكرة تحتوي
فصل الجنين عن جسد الوليد
ليس صدفة أن يكون
هذا الزمن عجيب
تحيرت في أمري
غامرت ببقايا عمري
وسط كل الأطياف
والأفلاك
والهواجس
والشطآن
لم ترحمني الأفكار
ولا تضامنت مع سماحة عقلي
ديمقراطية الأقدار
يا غربة تستهويني بحزن دمعة
يا ريح حلم ينشدني
بعدل صفعة
ها أنا في كل المرافئ
القديمة والجديدة
والأهوال القريبة والبعيدة
وأشباه الحدود الغريبة
أبحث عن بقعة لا ذاكرة لها
ولا تاريخاً يؤرقها
أو مجداً يعاتبها
لأحفر فيها حفرة
وأدفن كل أوراقي
وآهاتي وذكرياتي
ولكني لا أغادر عقلي
أو أنحر إيماني
وأقول للحب في قلبي
يرحمك الله
أنت شهيد