أطلقت كوريا الشمالية يوم الأحد صاروخا بعيد المدى, من قاعدتها للصواريخ على الساحل الغربي في تحد لعقوبات الأمم المتحدة التي تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية, مؤكدة نجاحها بوضع قمر صناعي في المدار بفضل إطلاقها الصاروخ الذي اعتبرته دول عدة تجربة لصاروخ بالستي، الأمر الذي لاقى تنديدا دوليا واسعا.
وبحسب التلفزيون الرسمي لكوريا الشمالية إن إطلاق الصاروخ جاء بأمر من الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-اون, مشيرة الى أنه "أتاح وضع قمرنا الصناعي لمراقبة الأرض كوانغ ميونغ4 بنجاح في مداره".
وفي سياق متصل, أدانت الولايات المتحدة اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى, وتعهدت باتخاذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن نفسها وحلفائها, داعية المجتمع الدولي إلى أن يثبت لبيونجيانج أن "التصرفات الطائشة لابد وأن يكون لها عواقب وخيمة".
وقالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس في بيان نقلته وكالة رويترز إن "عملية الإطلاق التي قامت بها كوريا الشمالية باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية تمثل عملا مزعزعا للاستقرار واستفزازيا وانتهاكا صارخا للقرارات المتعددة لمجلس الأمن الدولي", وأشارت الى أن برامج الصواريخ والأسلحة النووية الكورية الشمالية تمثل تهديدا خطيرا لمصالحنا بما في ذلك أمن بعض من أوثق حلفائنا".
وأضافت رايس "ندين عملية الإطلاق التي جرت اليوم".
بدورها قالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بعيد المدى يحمل ما وصفته بقمر صناعي في تحد لعقوبات الأمم المتحدة التي تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وقالت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي إن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى"عمل استفزازي لا يغتفر" ودعت مجلس الأمن الدولي إلى الموافقة بسرعة على عقوبات قوية.
وأوضحت باك إن كوريا الشمالية تحاول تحقيق تقدم في قدراتها الصاروخية ليس إلا لإطالة بقاء نظامها.
من جانبها أبدت الصين أسفها لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا وسط إدانة دولية وقالت إنها دعت كل الأطراف إلى التصرف بحذر والامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت متحدثة باسم اوزارة الخارجية الصينية في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت إن "الصين تبدى أسفها لإصرار كوريا الشمالية على استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية للقيام بعملية إطلاق رغم اعتراض المجتمع الدولي الواسع النطاق", مشيرة الى أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لضمان استمرار السلام والاستقرار في المنطقة.
ويذكر أن الصين هي الحليفة الاساسية لكوريا الشمالية والشريكة التجارية الرئيسية لها. لكن العلاقات بين البلدين توترت في السنوات الاخيرة بسبب البرنامج النووي الكوري الشمالي.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقوة في بيان صدر عن مكتبه إطلاق كوريا الشمالية صاروخا وحثها على "وقف تصرفاتها الاستفزازية", واكد بان كي مون ان اطلاق الصاروخ "مؤسف جدا،" مشيرا الى انه ينتهك قرارات الامم المتحدة."
من ناحيتها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان على موقعها الالكتروني إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ لا يمكن أن يقابل إلا "بالاحتجاج الصارم", وأضافت أن بيونج يانج أظهرت مرة أخرى تجاهلا لمباديء القانون الدولي, معتبرة أن مثل هذه الأفعال توجه صفعة خطيرة لأمن حكومات المنطقة وأولها كوريا الشمالية نفسها.
وعلى خلفية اطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى, قالت كوريا الجنوبية إنها ستبدأ محادثات مع الولايات المتحدة بشأن نشر نظام دفاع صاروخي متقدم على أراضيها للتصدي للتهديدات المتزايدة من جانب قدرات الأسلحة الكورية الشمالية.
وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون قالوا إن هناك حاجة لنشر نظام متطور يسمى نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) في كوريا الجنوبية التي تواجه تهديدات بسبب البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية الذي يزداد تطورا يوما بعد يوم.
وفي معرض ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً اليوم في نيويورك، وذلك إثر إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ بعيد المدى.
وطلبت عقد هذا الاجتماع الذي سيكون في شكل مشاورات مغلقة، كل من اليابان والولايات المتحدة عضوي مجلس الأمن وكوريا الجنوبية.
وكانت كوريا الشمالية قالت الثلاثاء الماضي إنها ستطلق قريبا صاروخا يحمل قمرا صناعيا, مؤكدة أن أهداف برنامجها الفضائي علمية، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتبرونه غطاء لبرنامج لتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات.
سيريانيوز