في ذكرى مولده.. عاصي الرحباني احد عباقرة الموسيقى العربية

04.05.2021 | 01:49

في 4 ايار عام 1923 ولد عاصي الرحباني الذي شكل مع اخاه منصور (الاخوين رحباني) علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية.

ولد عاصي في قرية أنطلياس للأبوين حنا الرحباني وسعدى صعب وكان للبيئة التي نشأ فيها دور أساسي في التأثير على نوعيّة عطائه الفني من حيث الأفكار والمواضيع والسياقات.

لم يتمكن عاصي في مراهقته من الانضمام لجوقة الكنيسة التي كان يتردد إليها، ولكن شغفه وموهبته في مجال الموسيقى دفعاه لأن يحضر الدروس في الكنيسة سرا.

في عام 1937، أسس عاصي مجلة اسمها الحرشاية، حيث كتب بخط يده أولى محاولاته الشعرية والقصص المسلسلة باللغة العربية الفصحى أو بالعامية اللبنانية، كان يوقعها بأسماء مستعارة، ويذهب ليقرأها من بيت إلى بيت في نهاية كل أسبوع.

شكل خريف سنة 1938 منعطفا هاما في حياته مع وصول الأب بولس الأشقر الأنطوني إلى دير مار الياس – انطلياس، الذي علمه وشقيقه منصور النوتة، وأصول الموسيقى الشرقية والأنغام، ووجههما، وأطلعهما على مراجع نادرة في الموسيقى الشرقية.

بدأ عاصي مسيرته المهنية في الموسيقى من الإذاعة اللبنانية، وبعد ذلك في راديو الشرق الأدنى، حيث التقى لأول مرة مغنية اسمها نهاد حداد، التي كانت في ذلك الوقت عضو في كورال المحطة الإذاعية، ولكنها أرادت أن تُعرَف فيما بعد باسم المغنية فيروز حيث تزوجها عاصي عام 1954.

اختار المخرج الموسيقي للمحطة الإذاعية في عام 1951 من الجوقة فيروز لتغني، وألف لها عاصي أغنية، وبعد أول جلسة تسجيلٍ له طلب منه تأليف العديد من الأغاني الأخرى لها، وبمساعدة شقيقه، أنتج الثلاثي أكثر من 50 أغنية للمحطة.

غادر عاصي ومنصور وفيروز راديو الشرق الأدنى خلال "أزمة السويس" في عام 1956، وبدؤوا في كتابة وتسجيل الأغاني بشكل مستقل وقد ألف كلا من عاصي ومنصور الأغاني والكلمات معا، وتعاون الثلاثي مع فنانين آخرين وبدأت شهرتهم تزداد بشكل تدريجي.

أسس الرحابنة مهرجان بعلبك الدولي عام 1957، هو حدثٌ موسيقي ثقافي أقيم في المدرج الروماني، وهذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها الفنانون المحليون في مهرجانٍ دولي.

ألف "الأخوين الرحباني" معا المسرحيات والمسرحيات الغنائية، مع الاستمرار في نشر موسيقاهم من خلال الإذاعة والتلفزيون، واستندت معظم هذه المسرحيات حول مواضيع وطنية بسيطة تنادي الجمهور اللبناني، وأظهرت حياة القرية العاطفية وبراءة حب الشباب والتقدم بالعمر.

وبحلول ستينيات القرن الماضي، كان الأخوين الرحباني وفيروز من بين الفرق الأكثر شهرة وشعبية في لبنان والشرق الأوسط، وقد أصبحوا رموزًا موسيقية، مع العديد من الفنانين الذين يتطلعون للعمل معهم.

بالإضافة إلى موسيقاهم، بدؤوا الكتابة والإخراج والظهور في الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وظهرت فيروز في العديد من هذه الأعمال، وحتى أن عاصي شاركها في فيلمين لبنانيين.

ساعد عاصي في إرساء أسلوب المسرح الموسيقي الذي لا يزال يعتبر فريدا من نوعه من نواحٍ كثيرة. وتركز إنتاجه الأوبرالي والشعري على التاريخ والفولكلور فضلا عن القضايا الاجتماعية والسياسية ومستقبل شعبه وبلده.

ساهمت أعمال الاخوين الرحباني الفنية في المناهج المسرحية للعديد من الجامعات الشهيرة بما في ذلك جامعة هارفارد وأكسفورد.


تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل : تيليغرام  ، فيسبوك ، تويتر.


في 22 أيلول 1972، تعرض عاصي الرحباني لنزيف في المخ وخضع لثلاث عمليات جراحية لإنقاذ حياته، وعلى الرغم من توقف النزيف، فإن عمله الشاق قد أثر في صحته النفسية، وفي زواجه أيضًا الذي بدأ يتدهور.

في عام 1979 حلت الشراكة بين فيروز والأخوين الرحباني، وانفصلت فيروز عن عاصي.. بعد افتراق الطرق واصل الأخوين الرحباني عملهما الموسيقي الفريد مع فنانين آخرين.

توفي عاصي الرحباني في 26 حزيران 1986، بعد أن أمضى عدة أسابيع في غيبوبة، وقد أعلنت البلاد الحداد إكرامًا له.

سيريانيوز



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved