أعلنت شركة فيسبوك اكتشاف حملة بتمويل روسي استُخدمت في بث رسائل مثيرة للشقاق الاجتماعي والسياسي عبر شبكة التواصل الاجتماعي.
وأعربت الشركة عن اعتقادها بأن الحسابات أُنشئت بواسطة "وكالة بحوث الانترنت"، وهي جماعة مقرها في سانت بطرسبرغ في روسيا، ومعروفة بنشر رسائل مؤيدة للكرملين عبر وسائل التواص الاجتماعي, الا انها أوضحت أنه ليس بمقدورها تأكيد الأمر على نحو مستقل.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مسؤول الأمن في فيسبوك، أليكس ستاموس، قوله إن "بحثنا عن إعلانات قد يكون مصدرها روسيا، حتى تلك التي تحمل إشارات ضعيفة جدا على وجود صلة وليست مرتبطة بجهود منظمة معروفة".
وأضاف ستاموس "كان هذا بحثا واسعا، شمل على سبيل المثال إعلانات تم شراؤها من حسابات تحمل عناوين بروتوكل أمريكية لكنها تستخدم اللغة الروسية - حتى مع العلم أنها لم تنتهك بالضرورة أي سياسة أو قانون".
واستطرد بالقول "في هذا الجزء من مراجعتنا، وجدنا إنفاقا بقيمة نحو 50 ألف دولار، يُحتمل ارتباطها بالسياسة، على نحو 2200 إعلان", مشيرا الى ان "هذه الحسابات تم إغلاقها".
وجاء الاكتشاف في إطار تحقيق داخلي تجريه شركة فيسبوك في الأساليب التي ربما تم من خلالها إساءة استخدام الشبكة أثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة, بحسب بي بي سي.
وتعرض الفيسبوك ومؤسسه مارك زوكربيرغ لانتقادات حادة لعدم التعامل بجدية مع الأمر في الأيام التي أعقبت فوز دونالد ترامب في الانتخابات, فيما انتقد زوكربيرغ المزاعم بأن "الأخبار الكاذبة" في فيسبوك أثّرت على الانتخابات بوصفها من "الجنون".
بدوره, أوضح ريتشارد نيومان، وهو محام متخصص في قضايا التسويق عبر الانترنت، أن حجم هذه القضية أصغر بكثير من أن يتسبب في إزعاج ذي شأن لفيسبوك، غير أن الشركة كانت في حاجة لتجاوز الأمر.
وقال لبي بي سي "من الواضح أن فيسبوك تحظى بموقع مسيطر في مجال التواصل الاجتماعي والإعلان عبر الانترنت".
وأضاف "لا أرى في هذا الأمر مشكلة على الإطلاق طالما اتخذوا إجراءات وقائية بالنسبة إلى ضبط الأخبار الكاذبة ومحاولة التحقق من موثوقية الإعلانات على منصتها".
يشار الى ان عدة جهات رسمية امريكية وجهت اتهامات لروسيا بالتاثير على الانتخابات الامريكية الاخيرة التي فازها بها دونالد ترامب على منافسته هيلاري كلينتون.
وشكل مجلس الشيوخ، بموازاة مكتب التحقيقات الفدرالي، يجري تحقيقا في ما يسمى بـ "التدخل الروسي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي.
وكانت موسكو رفضت مرارا كل الاتهامات الموجهة إليها بشأن محاولاتها المزعومة للتأثير على سير الانتخابات في الولايات المتحدة، مؤكدة أن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها.
سيريانيوز