أثارت قضية بيع فتاة قاصر في جنوب السودان لرجل ثري في مزاد علني على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" جدلاً واسعاً من المجتمع و منظمات حقوقية تأسف لعودة مظاهر ما يسمى بسوق النخاسة وما يحتويه بمضمونه من استغلال إنساني للشريحة الأضعف في المجتمع البشري.
وأفادت ( euronews ) في تقرير، يوم الأربعاء، أن الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً بيعت خلال المزاد لرجل ثري من العاصمة جوبا مقابل 530 بقرة وثلاث سيارات رباعية الدفع ومبلغ ألف دولار في المقابل.
وأثارت عملية البيع غضب مواقع التواصل الاجتماعي، وجماعات حقوقية أدانت هذا التصرف وطالبت بتفسير من إدارة شركة فيسبوك.
وبقي المزاد على الموقع لمدة أسبوعين قبل أن تقوم ادارة الفيس بوك بحذفه، مما صعد من مخاطر استغلال منصات التواصل الاجتماعي للقيام بعمليات محظورة مثل الاتجار بالبشر والإساءة للأطفال.
وأشار رواد المواقع أن أحد الأشخاص الخمسة الذين شاركوا في المزاد هو نائب محافظ ولاية البحيرات الشرقية ديفيد مايوم رياك وعرض 250 بقرة ثمنا للفتاة، وأنه قال لإذاعة محلية "أنا أعرف عائلة الفتاة بشكل جيد، فنحن جيران ".
تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل : تيليغرام ، فيسبوك ، تويتر.
في إحدى الصور التي التقطت في يوم زواج الفتاة، ظهرت "نيالونغ نغونغ دنغ" جالسة إلى جوار زوجها "كوك ألات" الذي يدعي أشخاص مقربون منه أن متزوج من تسع نساء.
بدورها، ناشدت منظمة "بلان – انترناشيونال" المعنية بحقوق الأطفال حكومة جنوب السودان لفتح تحقيق في الواقعة.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة جورج أوتيم في بيان نُشر على الموقع "هذا الاستغلال البربري للتكنولوجيا يذكرنا بأسواق النخاسة".
وأضاف أن " القدرة بيع فتاة بهدف الزواج على أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم في هذا اليوم وهذا العصر هي فكرة غير قابلة للتصديق."
وأشارت المنظمة أيضا إلى المادة 17 من القانون السوداني الذي يعرف الطفل على أنه أي شخص دون سن الثامنة عشرة، ويؤكد بشكل واضح على حماية مصالح الطفل في جميع الأمور المتعلقة بحياته، ويمنع إخضاعها من أي استغلال أو إساءة".
وسبق أن كشف تقرير أعده مكتب العمل الدولي "ووك فري فاونديشن" في 2017 أن نحو 13.6% من العبيد في العالم يوجدون في أفريقيا جنوب الصحراء، وخصوصا في أفريقيا الوسطى و الكونغو الديمقراطية والصومال وجنوب السودان والسودان وموريتانيا، مضيفًا أن ليست الدول الإفريقية فقط التي تعاني من هذه المسألة فهناك كذلك فإن مثل باكستان ونيبال وهايتي والصين تضم أعلى معدل لانتشار الرق في العصر الحديث.
ويشار إلى أنه يظل نحو 46 مليون شخص في 167 بلدا حتى عام 2016 يعانون من "الرق الجديد" سواء بالزواج القسري أو العمل القسري أو العمل المنزلي فيما أشبه بالعبودية أو أشكال أكثر حدة، بحسب المؤشرات العالمية للرق.
سيريانيوز