اضرم اللبناني جورج زريق النار في نفسه في باحة مدرسة، احتجاجا على عدم إعطائه إفادة مدرسية لنقل ابنته من المدرسة التي تدرس فيها الى مدرسة اخرى، وذلك بسبب سوء وضعه المادي الامر الذي اثار ردود فعل مستنكرة .
وقالت وسائل اعلام لبنانية انه تم نقل زريق الى المستشفى الا انه ما لبث ان فارق الحياة يوم الجمعة.
ورفضت مدرسة "كفتين" بقضاء الكورة شمالي لبنان طلب الضحية نقل ابنته إلى مدرسة أخرى "قبل دفع الأقساط المتراكمة عليه.
بالمقابل قالت المدرسة في بيان لها إن "الادارة تأسف للحادث الأليم الذي وقع على مدخل الثانوية والذي أدى الى وفاة جورج فريد زريق"، لافتة الى أنه تم "التركيز على ان المرحوم، نتيجة مطالبة إدارة الثانوية له بدفع الأقساط المدرسية وعدم التزامه، هددت بطرد ابنته، الامر الذي دفعه الى إحراق نفسه".
واشارت المدرسة الى انه "لم يصدر عنها اطلاقا أي تهديد بطرد اي تلميذ وكل ما يتم تداوله هو غير صحيح ولا يمت إلى الحقيقة بصلة".
واثارت الحادثة ردود فعل لدى الكثير من المواطنين والهيئات اللبنانية معبرين عن استيائهم من اجراءات المدارس الخاصة في لبنان.
وقال بيان لاتحادي لجان الأهل في المتن وكسروان الفتوح وجبيل " ان فاجعة بكفتين الأليمة عسى ان تكون درسا لا ينتسى لأصحاب الضمائر الجشعة، كي لا يتيتم أطفال كأولاد جورج، مطالبين رئيس الجمهورية بمحاسبة كل من يظهره التحقيق مسؤولا عن جريمة بكفتين.
بدوره، شبه السياسي اللبناني وليد جنبلاط حادثة حرق جورج زريق نفسه بحادثة محمد البوعزيزي، الشاب التونسي الذي أحرق نفسه بسبب "إهانة شرطية له".
من جانبه، اعتبر النائب ميشال معوض الحادثة " مأساة لبنانية غير مسبوقة تمثل أخطر العوارض الناتجة عن الدرك الذي وصلت إليه أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية" مضيفا ان "حق اللبنانيين بالتعليم يجب أن يسمو على الماديات وعلى الحكومة الجديدة أن تتحمل مسؤولياتها بسرعة لتدارك الأسوأ".
وقال الوزير السابق أشرف ريفي"جورج زريق أحرق نفسه لأنه عجز عن تأمين أقساط أولاده. أي عار هذا على فاقدي الضمير والأخلاق والانسانية؟ هذه جريمة قتل وليست إنتحارا، إرفعوا الصوت أيها اللبنانيون وقولوا كفى حتى لا يقتل جورج مرتين. قولوا لا بصوت عال قبل أن تأكلكم حيتان الجشع والفساد".
من جهتها، قال الفنانة اللبنانية اليسا "هذا أسوأ خبر ممكن اسمعه عن بلد صار فيه الحرق أهون من وجع كل يوم" ثم مضيفة "الله يساعد كل شخص مسؤول عن عائلة ويحرق قلب كل سارق أخد لقمة عيشه بالنهب".
الحكومة اللبنانية الجديدة بدورها عبرت عن استنكارها لهذه الحادثة حيث اصدر وزير العدل البير سرحان بيانا جاء فيه "مع تعاطفي الصادق مع عائلة المرحوم جورج زريق، واستنكاري الشديد لهذا الحادث المؤلم، اؤكد استكمال التحقيقات القضائية لجلاء الملابسات توصلا الى ترتيب المسؤوليات. رحمه الله".
كما أوعز وزير التربية اكرم شهيب بفتح تحقيق لجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة، مضيفا انه "سيتولى متابعة تعليم ولدي المرحوم جورج زريق وتأمين المنح اللازمة من أجل استكمال تعليمهما"، آملا أن" تشكل هذه الحادثة المؤلمة حافزاً للحكومة كي تولي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة الأولوية في عملها".
سيريانيوز