ملايين الخونة من السوريين!؟

25.05.2022 | 22:31

بعد فترة جمود نسبي عشناها خلال الاشهر الماضية فيما يتعلق بالوضع الميداني عاد الجمر ليشتغل من تحت الرماد، والمشهد اليوم يبدو في طور التسخين.. 

 

تهديدات بعملية عسكرية في الشمال تأتي على ما تبقى من الحدود الشمالية وتمتد الاطماع لتطال أجزاء جديدة من الأراضي السورية تمتد من ادلب الى اللاذقية..

في الجنوب تصعيد اعلامي اردني حول الخطر الموجود في جنوب سوريا الذي يشكل تهديدا للمملكة.. مخدرات ومليشيات إيرانية قوى اجنبية.. وتصريحات تنذر بعمل عسكري قادم في الجنوب..

زيادة في تواتر القصف الإسرائيلي لاهداف داخل الأرضي السورية..

تغلغل إيراني في الشرق والجنوب يغير هوية المنطقة..

عندما أتكلم عن أيا من هذه القوى تكون ردة الفعل جديرة بالتأمل..

"ياريت تركيا تاخد كل سوريا".. 

"إسرائيل ارحم من هذا النظام".. 

وفرح عارم بالقصف على مواقعه.. 

"نتمنى ان تجعلنا الولايات المتحدة ولاية إضافية من ولاياتها"..

"خلينا نحيي الجيش الأردني"..

يصف النظام هؤلاء بالخونة.. كيف يتمنى مواطن سوري ان تضم أراضيه دولة اجنبية؟..

ولكن عندما يكون لدينا ملايين من الخونة في بلد واحد.. يعني ان هناك خلل.. يعني ان هناك كارثة..

ما الذي دفع هذه الملايين لاتخاذ هذا الموقف.. 

التغيير في المزاج الشعبي.. قبول إسرائيل.. امنيات توغل تركيا اكثر في أراضي السورية.. حسرة على خروج الفرنسيين من أراضينا.. له سبب..

ببساطة كانت الخطة بان يتم زرع عدو اكبر من كل هؤلاء داخل البيت السوري.. نظام حاكم متوحش يقتل ويفجر ويشرد ويعذب..

واليوم يقوم بتجويع وإذلال من تبقى من السوريين تحت حكمه.. 

عندما يتم استبدال الخطر الخارجي بعدو متوحش داخلي.. لا يمكن ان يتم تصور أي أذى يفوق الأذى الذي تسبب به للسكان.. سيفر السكان الى أي حل من الخارج.. لا يمكن ان نلومهم.. 

عندما يفر الانسان من وحش يقتل ويدمر ويعذب ويجوع ويسلب كل ما لديه.. لماذا قد يكون لديه الرغبة في العودة لحظيرته؟؟

ستسعى دائما للهرب واللجوء الى من يحميك.. ولن تفكر الا في ان هذا الذي لجأت اليه اقل سوءا من الوحش الذي يعيش داخل بيتك..

على ما يبدو الحروب التقليدية انتهت.. اذ طالما واجه السكان في سوريا وغيرها المحتل او المعتدي من الخارج واثبت التاريخ بان القوى الخارجية لا يمكن ان  تحكم طويلا في أي بلد تسيطر عليه بشكل مباشر.. 

اليوم تغيرت الخطط وتبدلت من العلن الى الخفاء الى الغزو بجيش من الجواسيس والعملاء الذين يتمكنون من البلاد من الداخل ويعملون فيها قتلا وتدميرا.. تبدلت الخطط ليكون الخطر من الداخل فتمتد ايدي السكان الى الخارج طلبا للمساعدة.. 

وهذا يفسر كل شيء.. يفسر لماذا لم تتبدل السياسات والخطب في سوريا رغم كل ما جرى.. تخيلوا اليوم ان يعود اهل ادلب الى حكم النظام ويجلسون امام الرفيق هلال الهلال ويسمعون من الامين القطري المساعد هلال الهلال قصائد حب وغزل وإعلان الولاء وعرض صفات ومناقب بشار الأسد.. 

اعتقد بان الموت سيكون عليهم اسهل..



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved